الثورة في تونس فضائلها كثيرة على الناس و لا نملك الا أن نمدحها باستمرار حتى لا يغضب منا جماعة نصبوا أنفسهم ناطقين حصريين باسمها ،، وقت خذاتنا عيننا و صبحنا راقدين،،.
لكن لكل شيء ايجابيات و سلبيات و باعتباري ،،ناشط سياسي سابق،، اريد ان ادلي أو أدلو بدلوي في بئر المقارنة بين الوضعين في المشهد السياسي قبل الثورة و بعدها و اكتفي برصد سلبيات شكلية لا تمس الجوهر :
أولا:وضعية الاكتظاظ و كثرة النشطاء مما رفع في منسوب الضجيج السياسي مقارنة بالهدوء السابق حين كانت الحومة السياسية حارتين و كعبة يكون الارتقاء في مراتبها مشروطا بقدر معقول من التجربة.
ثانيا:سرعة التحولات في التشكيلات السياسية التي كانت تتم سابقا بناء على نصوص و مراجعات تستغرق سنوات من النقاش في حين لا تتطلب اليوم اكثر من حقيبة دولارات و اذن سفارة.
ثالثا : و هذا الاهم بالنسبة الي ان مواقع النقاش و التكمبين السياسي كانت تتم سابقا في محلات لا يتجاوز فيها سعر القهوة دينارا واحدا و سعر كعبة البيرة الدينارين و يمكن للجليس غير التكارلي ان يطلب قازوزة بدينار و نصف و يأكل من الكمية .أما الآن فقد أصبحت السياسة تتم في الضواحي الغالية علينا.