عندما نقدتُ ناجي جلول قبل اقالته لم أركز على نقاط عديدة في خطابه و تمشياته :
أولا :لم اتعرض الى مزاعمه المستمرة التي تحولت الى بداهات في نحت سيرة ذاتية وهمية قبل 14 جانفي "اتهم" فيها نفسه بالانتماء الى "البي دي بي" و أنا أدعي أن الانتماء الى الديمقراطي التقدمي أو الى السي بي أر أو البوكت قبل "الثورة" لا يعني حضور اجتماعات أو التموقع في هياكل الصف الثاني بشكل شبه سري .
الانتماء المُكلف وقتها أن يروج اسمك كتابة أو تحركا ضمن هذه الاطر او غيرها فتتحمل الضريبة في حياتك المهنية و ارتقاءاتك الاكاديمية و سلامتك الشخصية .و على حد ذاكرتي المتيقظة لم يكن سي ناجي من "الحارتين" و كعبة من الأسماء المعروفة في الشمال و الجنوب و الوسط و الغرب و الداخل و الخارج.
و مع ذلك لم أتعرض في نقدي للرجل الى هذه الحيلة التواصلية التي انطلت على "الاعلاميين الشبان" و "النشطاء الجدد" بعد الثورة لأني لم أعد أؤمن بعد سنوات من ثورة "سقوط النخب" أن "الماضي النضالي يشفع لمن يدعيه أو ينقص قيمة من لا يتمتع به فقد تبين أن الجميع في "الهوى سواء" مناضلا سابقا أو "وافدا جديدا" و في كل الحالات لم نكن "كمعارضين قدامى" في جبهة "الكفاح المسلح" حتى يصبح ذلك فخرا و أصلا تجاريا .
ثانيا :لم أتعرض الى "الستربتيز" "الأكاديمي" و "الشقشقة المعرفية" التي مارسها جلول و غيره على "اعلاميي" الحد الأدنى ممن يمكن أن "تبهرهم" بسهولة عبر ثرثرة اللكنة الشرقية "كذا" و "لاشي" المسروقة من كتابات حسنين هيكل و جولات بيروت أو بمزاعم الشهادات التي وزعتها جامعات "النجاح للجميع" بسخاء على "المتفرغين" للبحث العلمي حتى لا يبقى مدرسو الجامعات بلا شغل و لا يبقى أصحاب الشهادات المعطلين على العمل في المقاهي في سنوات التسعين و الألفين .
كان نقدي منصبا على أكذوبة جلول و صانعيه حول وجود "مشروع اصلاح للتعليم" لا يتجاوز ما أعدته مخابر المعهد العربي و جنرالات الوزارة و خبراء التجارب السابقة بمباركة ابتدائية من "نقابات" التصدي ل"الظلامية" قبل أن تتفطن للخديعة .
ذهب جلول و يبقى "الخراب" ماثلا في الأرواح و العقول ..هل تفكر التيارات السياسية بكل اتجاهاتها الرجعية و التقدمية على "توافق" وطني على وزارات "الروح و العقل" لبناء الانسان التونسي القوي الفاعل حتى يجدوا شعبا يحكمونه لا ارهابيين أو مائعين أو زطالة ؟