ناجي جلول "سفسطائي" النداء يكشف "التكتيك القادم" لجبهة التحيل العائدة :اعادة المنشقين و على رأسهم مرزوق أو تشكيل "جبهة الحداثة" مرة أخرى في مواجهة "الرجعية" أي "النهضة".
محسن مرزوق و في حواره اليوم تكلم بكثير من اللطف و لحس كل "بُصاقه" السياسي السابق على حافظ قايد السبسي فذكره بما يذكر "الخل الوفي" خليله بعد "طول هجر و فراق" .
و لم يجد "المرزوق العبقري" من نقد للشاهد و حكومته الفاشلة سوى جريمة "استقوائه" بالنهضة مذكرا اياه بأنه متقلب من "القطب الديمقراطي" الى أحضان "الرجعية" التي "يدمن" "رسول التقدمية محسن مرزوق" على محاربتها منذ نعومة أظافره الماركسية قبل الثورة حتى طالت مخالبه البورقيبية بعد 14 جانفي.
مقدمة الغزل لحافظ ابن ابيه و الهجاء ليوسف انتهى بها "صاحب المشروع" لنفس استخلاصات "السفسطائي" فتمنع عن قبول العودة الى النداء و لكنه وعد مرة أخرى كمان و كمان بتشكيل "الجبهة العصرانية" التي لمح أن النداء سيكون طرفا فيها بكل مشتقاته .
مما لاشك فيه أن نتائج الانتخابات البلدية أكدت بوضوح أن تصدع "النداء" بعد انتخابات 2014 كانت تبعاته كارثية على جميع مكونات "الوفاق التحيلي" فالقاعدة الانتخابية التي هجرت النداء بعد "توافقه" مع النهضة لم تذهب الى "المشروع" رغم أنه اعتمد خطاب الاخلاص الى "المشروع الأصلي الراشد" فكانت النتيجة أن النداء ضعُف و لكن مشتقاته لم تستفد من ضعفه .و باستنتاج "ميكانيكي" ساذج يحكمه "الرعب" من فقدان الحكم تدفع "غرفة التدبير التكتيكي" للسيستام نحو "اعادة" نفس "الأسلوب " لجني نفس النتائج : الاستقطاب الثنائي بين "قطب الحداثة الموحد" و "النهضة" لاستعادة نفس المزاج و الحصاد الانتخابي لسنة 2014 و ما سبقها .
هذه هي الخلاصة الضحلة التي تنتهي اليها شقوق "السيستام التحيلي" بجميع منصاتها بعد ما يقرب السنوات الخمسة من الفشل و التفاضح المتبادل و كسر العظم بينها . لكن ما يغيب على هذه الشقوق هو "عامل الزمن" و "تراكم الوعي" و تغيرات مشهد سياسي و شعبي لا نراه يقع مرة أخرى في هذا الفخ و ان كانت مجريات الانتخابات في تونس مازالت لم تبلغ درجة من الشفافية تحصنها من ألاعيب المال الفاسد و استغلال النفوذ و دور الاعلام المرتهن.
أفترض ان تحولات مهمة طرأت على العقل السياسي داخل الحزبين الكبيرين (النهضة و النداء) ما يجعل شخصيات عديدة داخلهما لا تغريها عودة الاستقطاب . رؤية "القوى الدولية" تصر الآن على استقرار "التوافق" بعد ان استعملت الاستقطاب للانقلاب على "الثورة".
أما "الجبهة الشعبية " التي تم التحيل عليها في اعتصام الروز بالفاكية ثم على ناخبيها في "التصويت المفيد" فلن تقبل وضع الحطب هذه المرة .
موضوعيا اذن لن يصدق أحد أن "السفسطائي" و "المرزوق" و "حافظ ابن أبيه" و أمثالهم يمكن أن يكونوا مرة أخرى "بباصات" الكنيسة الحداثية المزعومة في مواجهة نهضة لم تعد "رجعيتها" أمرا اكيد بل لعلها محتاجة أصلا الى "تأكيد اسلاميتها" لكثير من ناخبيها الذين هجروها.
يفترض اذن أن الحيلة لن تنطلي على الناخب التونسي مرة أخرى.مما يجعل استعادة سيناريو2014 و الأجواء التي سبقته أمرا مستبعدا.
السؤال : بين شقوق سيستام منهك و نهضة مستقرة في قاعدتها الانتخابية ..هل ينشأ الخط الثالث الضروري للبلاد ليستثمر في أزمة التوافق و استحالة الاستقطاب؟
في وضع المعارضة الديمقراطية الحالي أقول :لا .لكن ننتظر و نرى.