سيد الانتصارات و الوعود الصادقة : عقلانية الروح و روحانية العقل

Photo

على امتداد عقود ثلاثة و تزيد من اشتغالي في الشأن العام و الاهتمام به تونسيا و عربيا بالتحزب أو المتابعة لم أتموقع يوما في منزلة "المُحب" أو "المؤمن" للقائد أو الرمز و لم تنشأ لي حتى في صغري روح الايمان المطلق و الثقة العمياء في الزعيم رغم ان هذا الشعور يمكن ان يكون طبيعيا في الانتماء .

قد يكون في الأمر غرور فطري(مرضي( يرفض موقع "القاعدي" و ان كنت ازعم أن احدا لم يستطع ملأ عيني معلما قائدا خصوصا في المشهد التونسي الفقير لأنصبه " ملهما زعيما" اسلمه قياد عقلي و روحي .

اسماء تاريخية عربية كبيرة دغدغت في بعض مشاعر الاعجاب وخصوصا من قيادات المقاومة الفلسطينية لكن هذه الاسماء لم تزعزع "غروري" و "مشاعري المتخشبة" كي "أحبها" و "أؤمن بها" اذ كان النقد العقلاني لثغرات هذه الاسماء و قلة انجازها يعقلن احترامي لها فلا يذهب الى حدود التقمص .

سيد المقاومة حسن نصرالله وحده الذي استطاع ان يتسلل من زاوية العقل و الحيطة العقلانية لينفذ الى أعماق الروح فأحبه و أؤمن به بعقل صاح لا يخشى "الخطأ" و روح مطمئنة لا تتوقع خيبة المشاعر .

لستُ الوحيد في هذا الشعور فقائمة الفنانين و المفكرين و السياسيين من أديان وجنسيات و اتجاهات مختلفة يشتركون في هذا الحب و الايمان بهذا القائد العربي الذي ينجح باطراد في التقدير العقلاني و الاستراتيجي و يرتقي بعجائبية مبهرة الى مصاف الطهارة الروحية على رأس حزب عربي يمسك بناصية الانجاز يوميا لاعبا كونيا أساسيا يسطر مصير أمة و مستقبل عالم .

كن عقلانيا حداثيا ما شئت فستجد الرجل و حزبه في قلب معادلات الذكاء الاستراتيجي الدقيق تحولت بمقتضاه المقاومة الى خطط و دقة و فطنة ابهرت الأدمغة في اعداد القوة ورباط الخيل بعيدا عن "جعجعات" صوت العرب و احلام بلا عقل في الستينات .

اصعد ما شئت في مصاف الروح و طهارة الاخلاق و القيم و الايمان بأن الله ينصر من ينصره فلن تجد زعيما و لا رجالا وقف الى جانبهم الله اذ صدقوا مثل حزب الله الغالبين .

اذهب الى الاختبارات الديمقراطية وامتحانات حسن التعايش مع الاختلاف فلن تجد مثل الرجل و حزبه وهو يتموقع في بلده المعقد طائفيا و مذهبيا دون ان يتهمه احد بالغدر او الانقلاب او التغول .

منذ اواسط التسعينات وهو يقول و أنا اصدقه و لا أخيب . لم احبه "تدينا" كما يحب المؤمن شيخه فايماني بارد اقرب الى التعلمن.

ملكني الرجل بعقلانية لم تخب حققت انجازات لا ينكرها العدو نفسه ثم ردني الى الايمان بدور الروح والأخلاق لمن يريد الانتصار و عوضني احساسا بالعطش للانتصار في امة مهزومة و ملأني بالايمان بامكانية ولادة زعيم نهتف له لبيك بعقل و روح دون أن نكون اتباعا مغفلين لزعامات خائبة سرعان ما تحملنا الى المآزق .

لا يهمني كثيرا تصحيح المعلومات التي نجحت آلة الفتنة في ترسيخها حول الرجل و حزبه منذ بعض السنوات لأن المُغفل الصادق سيتفطن و لأن محترف المغالطات سينتهي تكليفه قريبا حين يشرق انتصار آخر بقيادة نصرالله و اخوانه . يهمني أني عثرتُ أخيرا على قائد يقنع العقل و يملأ الروح و يجعل انتصار الامة قادما بمعادلة حسابية و يقين رباني في نفس الوقت .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات