فرنسا "المتلطفة" و العبيد الأذلاء غباء و حمقا

Photo

أوروبا العجوز المُهددة بالتفتت و على رأسها فرنسا الهرمة تهرع بذكاء من يقرأ مصيره الى شرق صاعد متحول جرت في أنهاره مياه جديدة .يأتي الغرب القديم الى هذا الشرق الجديد بكل ما يستحقه هذا الشرق من احترام بعيدا عن صلف ترامب الذي يستشرس في مواجهة شعوب المنطقة مراهنا على طاعة دائمة لنظم ملكية بترولية بالية .

ضمن هذه الروح جاءنا الشاب الفرنسي ماكرون .ذهب قبلنا الى الجزائر مستلطفا و أسرع الى العراق و ايران متحليا بكل ما يلزم من حياء في حضرة المنتصرين .مد يده متواضعا الى المارد الصيني و بعث رسائل الدفء الى روسيا العائدة و أرسل ما يجب من اشارات النقد الذاتي و الاعتذار المبطن الى الشام الناهضة من رماد مؤامراتهم .

تلك هي سياقات الفهم الاستراتيجي التي كان يجب أن يتسلح بها سياسيونا من أهل القرار الاقتصادي و الثقافي و السياسي في تونس و هم يستقبلون "ولد المعلمة " الذي يأتي وهو يعلم جيدا أن أمه لم تعد تملك ما كان لها من رصيد لمخاطبتنا بصلف "السيدة السابقة" .

لم يكن الأمر محتاجا أن نستقبله بغرور "الأبناء المارقين" فكرم الضيافة واجب و لكن لم يكن من الضروري الاستمرار في غباء "عبد ذليل" لم يدرك أفول عهد "سيده الهرم".

لم يكن مطلوبا منا أكثر من استقبال الرجل بما يليق بنا كشعب استعاد حريته و استقلال قرار وطنه في عالم جديد و صاخب لم يعد فيه حفظ الكرامة الوطنية يحتاج ضريبة رهيبة بقدر ما يحتاج قراءة جيدة لتوزع موازين القوى و بزوغ الارادات العالمية المتعددة و حسن الاستثمار فيها .

لا نرى فرنسا المأزومة اليوم قادرة على اعطائنا أكثر مما أعطت اقتصاديا على امتداد عقود سابقة مقابل نهبها لثرواتنا و لا نشعر باستمرار بريقها الثقافي و الحضاري الذي يغرينا بمواصلة الادمان عليه دون تفكير في التنويع .

كان الشاب الفرنسي متلطفا في خطابه السياسي معنا الى درجة لا تخفى بل لعله خاطب سياسيا "أهل الثورة" و شبابها و الطبقة السياسية الجديدة التي يدرك جيدا أن لها الحضور في الأرض و في أعماق الشعب و وجدانه اكثر مما خاطب من حوله من "أزلام بلده" من قديمة مرسكلة ا لاشك أنه استغرب من حجم الذل المبالغ فيه الذي استقبلته به .

كان يدرك أنه هو المحتاج الى "تونس الثورة" و رمزيتها ليضمن حضور بلده في ترتيب أوضاع المنطقة و في ليبيا بالذات و في مواصلة الحضور بالمغرب العربي بوابة افريقيا التي سبقه اليها الكثيرون من اتراك و صينيين و روس و يحتاج تونس منصة صديقة ليضمن أمن جنوبه بل حتى ليضمن استقرار تنوعه في قلب فرنسا المتمغربة باطراد .

لكن حين يرى حجم الصغر الذي تخاطبه به طبقة سياسية تائهة غبية مصرة على عبوديتها فلا بأس عندها أن يسمح لنفسه باستعادة "مركزية الاوروبي" الابيض و "الفغنسي" السابق الذي يمنحنا شهادات "الحداثة" و يؤكد على "ضرورة استمرار ارتهاننا" الى لغته الآفلة و ثقافته الذاهبة الى متاحف التاريخ
حسبنا الله فيكم يا عبيدا أغبياء ..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات