المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف"
زُرت تركيا مرات و كتبتُ عن شعب مسلم مغروس في عزته القومية و مجده التاريخي الامبراطوري و عظمته حين ينجز انتقاله السياسي بالشكل الذي يراه فيجلس على "طاولة العالم" و يقرعها بقبضته كما تفعل الشعوب القوية بما يراه حقا حتى فيما يرى فيه آخرون "باطلا" فيفاوض و يفتك نصيبه ..و قد كتبتُ حتى كاد البعض يجعلني "عثمانيا".
و زرتُ ايران فكتبتُ عن شعب ثار و مزج بين تاريخ أثيل في العظمة الموغلة في الاعتزاز و اسلام وافد أخذ منه هذا الشعب ما به طرق "أبواب العالم" بقوة لا يعترف الكون بغيرها وسيلة لافتكاك الحق ..و قد كتبتُ حتى كتبني الاغبياء "شيعيا" في هذا العمر المتقدم الذي "تعلمنتُ" فيه حتى لم أعد أعي معنى المذاهب ..
لو زرتُ ماليزيا لكتبتُ عن "اسلام غريب" لدى غير أهله صنع منهم أمة حضارة و تقدم عصراني و لصنفني صغار العقول "مهاتيريا"..و لو زرتُ أندونيسيا أو طاجاكستان أو أذريبيجان أو غيرها من بلاد العجم "المتأسلمة" لكتبتُ فيهم و سألتُ :ما الذي يجعل هذه الشعوب التي لم ينزل الاسلام بلغتها أن تجعل منه دين عز و قوة و تقدم في حين يبقى عند أمته التي نزل بلسانها العربي المبين أداة احتراب و فُرقة و بقاء على هامش التاريخ و في غياهب الضعف و الذلة بين الأمم؟…
لا لوم على أردوغان أو آيات ايران حين وجدوا في أمة العرب فراغات فتموقعوا فيها بقوة مصالحهم و ضجيج قوتهم ...هذه قضية أخرى لن نتفق فيها فلها تفاصيل استراتيجية و معلومات و معارف لن نقول فيها أكثر مما نستطيع القول كأمة عربية عاطفية يتيمة تتمزق بين الاصطفافات الغبية و الاستقطابات المذهبية و العرقية بإشراف "مثقفين" عُربان من الجهتين يردحون على عواطف العرب اليتامى الباحثين عن زعيم من هنا أو زعيم من هناك ماداموا عاجزين عن بناء مشروعهم القومي الخاص ..
هذا أردوغان (أحب من اراد و كره من عاداه( ينطق بمجد امته و قوة اهله عزيزا متحديا لغرب متغطرس يكفيه أن يجد في "العُربان" حمارا قصيرا يركبه ...أما الشعوب القوية من عجم و فرس و تركمان فلحمها مُر ...و الله غالب على أمره ..
صنفوني و أصنفكم ..افتخر علي بألية هذا الخروف مثلما أفتخر عليك بألية خروف آخر .. فنحن عرب داحس و عرب الغبراء لم نخرج بعد من سقيفة بني ساعدة و موقعة الجمل و معركة صفين ..و الأمم من حولنا تتحدى …و نحن نصفق و نتسابب .
و زيد تحدى زيد تحدى ..و طز طز في أمريكا …