الاعتراف بالحق سياسة وطنية

Photo

اذا كانت الأحزاب و الشخصيات الناشطة في الشأن العام مشغولة بالوطن كما تقول في العلن و من الحكمة أن نصدقهم فلا أحد يطلع على النوايا و سرائرها إلا خالق النفس الذي سواها..اذا كان ذلك كذلك فإن الإقرار بالحقائق التي يؤكدها الواقع و مراجعة السياسات على ضوئها بما يحفظ الوطن افضل من التمترس في أوهام القوة و عناد الحزبوية و أنباء الكتب و الكراريس الأيديولوجية مرة باسم ،، الثبات،، على المبادئ و في كثير من المرات لحسابات و ارتهانات سرعان ما تنكسر على صخرة الواقع فتخسر الأوطان و ساكنوها.

يقول صديقنا سارتر انه يفضل أن يكون رجل المفارقات..التناقضات..على أن يكون سجين الدغمائيات. أجواء الحرية و سماء السياسة المفتوحة في تونس منذ سنوات فتحت الباب أمام الجميع للقول و الفعل في الشأن العام و ليس كل القائلين و الفاعلين على امتداد سنوات هذا الربيع المربع هم على نفس الخط في ،، الانتماء ،، للوطن …

اختلاف الأيديولوجيات و العقائد ليس مقصودنا فهذا ثراء لا خطر انما قصدنا أن من الفاعلين و القائلين قوم ينطقون و يفعلون بلسان غير لا شيء يضمن أولوية تونس في ما يمليه على كثير من قائلين و فاعلين باسم الوطن…لوبيات ..قوى دولية ..مراكز نفوذ و مصالح ..تلك معطيات على الفاعل القائل في الشأن الوطني أن يدخلها في حسابات حركته وهو ما يحتم عليه باستمرار اذا اراد ولاء للوطن أن يتسلح كل ساعة باستعداد السؤال و المراجعة و تصويب البوصلة حتى لا يسبح في نهر الغلط الوطني مرتين و أكثر.

ليس اسهل من حكاية الوطن .حصلت انتفاضة ..ثورة ..فورة كما قال شيخنا البشروش ..فليكن ما شئنا من التسميات و ما أعمق تسمية الحدث لربيع العربان ..للحدث عوامله المعلومة التي تتلخص في نهاية سياسة منظومة لا توصل إلا إلى الانهيار…رهن قرار وطني …استهداف مستضعفين و مهمشين و خراب طبقة وسطى…مفيزة اقتصاد و تشكيل لوبيات و وكلاء ..إذعان لأوامر قوى دولية جشعة لا يهمها أكثر من الاستحواذ على ثروات الشعوب..الثقة في أعداء أمة و الانخراط في اجنداتها الاستعمارية و الصهيونية ..و فوق ذاك و كله انفراد الحاكم بالقرار على طريقة فرعون الذي لا يرينا إلا ما يرى …هل هناك عوامل أخرى غير هذه حركت حشود الهوامش فانتفضت ليهرب مخلوع؟

لو تسلح الفاعل و القائل في الشأن العام بهذا التشخيص فستتم صياغة مفردات المشروع الوطني في لمح البصر فليس أصدق أنباء من الواقع …و ليكن بعدها هذا الفاعل نفس ما في معبد أو نديما في حانة…و ستكون قدرته باستمرار على المراجعة و الصياغة دينامية خلاقة في تحويل السياسة خدمة للوطن.

السؤال…هل يفعل الفريق الحاكم اليوم بالحزب الجديد فيه الذي انصفته الثورة و أعني النهضة و القديم المرسكل الذي يدعي إيمانه بحدوث ثورة و أعني النداء مع عدد من الوزراء المنتدبين من بروز الصدفة و بلاتوات التلفزيون…هل يفعل هذا الكوكتيل الحاكم غير إعادة نفس سياسات منظومة هتك قوتها ذات يوم ربيع عربان لم يجد من يذهب به إلى غاياته؟

نعم و رب الكعبة أنه ائتلاف يعيد القصة نفسها بكل أحداثها مثل تلميذ غبي لأساتذة فاشلين .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات