رئيس الجمهورية لا يمنحه الدستور اكثر من صلاحيات الدفاع و الخارجية تستعد مدينة لزيارته بنفس اسلوب الاستعداد لزيارة بورقيبة و بن علي في قديم الزمان و سالف العصر و الاوان.
ليس هذا غباء سلط جهوية او محلية او وطنية بل ادراك لآليات الاشتغال على وعي عام .يجب ان نعترف ان الشعب التونسي العميق يعيش سلبية في غالبيته العظمى و قد زادته تعثرات الثورة و صراعات المنطقة و ضعف الطبقة السياسية الجديدة امعانا في السلبية و القابلية للخضوع سريعا الى آليات كي الوعي .
يفتخر اعلام اللوبيات بنجاحه في سرعة تزييف الوعي الشعبي و تزييف الارادة و قد كانت انتخابات 2014 مشاركة او عزوفا تعبيرا واضحا على هذا النجاح و ما اصرار هذا الاعلام على اعادة نفس الوجوه من محللين و مقدمين و خط تحرير إلا دليل على تأكده من وضعية الخراب الرمزي القادر على الاستثمار فيها بنفس الاسلوب.
ان اعتراف و اقرار نخب التجديد و المسار الثوري بهذا الواقع يدفعها الى التفكير جديا في ان التغيير و التقدم و القطع مع نظام الفساد و الاستبداد يجب ان يكون بالأساس صراعا على الوعي رغم امكانيات المحتلين لمربعات النفوذ على الوعي من اموال و اجهزة الدولة ثقافيا و تربويا و رياضيا.
لن ينتصر انتقال و لا ثورة و لا تقدم في مواجهة الاستبداد و الفساد إلا بهزيمة محتلي عقول الشعب و وعيه بإعلام و فكر و ثقافة و عمل مدني جديد و نشيط .لن يسقطوا في صندوق الانتخاب حتى يسقطوا في عقول الناس و يتيقن الجميع ان لا اصلاح لا بهم و لا معهم .