يؤكد خبراء علم نفس نشطاء الشبكات الافتراضية على وسائط فايسبوك و تويتر أن وضعية "التوحد " التي يمنحها "الانعزال" تؤسس لدى البعض قدرا من "ذهان" أو "عصاب" العظمة اللاإرادي حيث تمنح كبسة الزر شجاعة افتراضية و دغمائية (عقائدية) قهرية لا تملكها الشخصية عادة في حالات التواصل الاجتماعي العادية اذ يستطيع البعض تملك جرأة غير عادية في التحول الى مصدر للحقيقية الجازمة و نفي الآخرين و التهجم عليهم .
وضعية التمركز أمام الجهاز في غياب ضغوطات "الآخر" و اكراهات التواصل المباشر معه تمنح المدون و المغرد طلاقة نفسية "لا اجتماعية" تحرره من التحفظ فيصبح مثلا "مركزا" للحقيقة و النقاء الأخلاقي و الثورية و المبدئية و التدين أو العلمية و يستسهل مهاجمة الآخر و هتك عرضه المعرفي و الأخلاقي و المبدئي .
التواصل الاجتماعي المباشر في الشارع و الاجتماعات و السوق و الطريق و اللقاءات الجسدية التي تلتحم فيها الذوات تضع النفس في سياق "الاكراهات الاجتماعية" و "الخوف " من ردة فعل الآخر فتُحسب الكلمات و يعجز اللسان أو الفكر عن مجاراة امتحانات الجدل و النقاش و لذلك تصبح الوجاهة واقعية لا افتراضية فيظهر الشجاع الحقيقي و العارف الفعلي القادر على مناظرة الحقيقة في حين يزيف الافتراضي القيم فيمنح الجبان قدرة على ان يكون شجاعا بلا ضريبة أو عارفا بلا اختبار .
رغم اهمية الشبكة الافتراضية في العصر الحالي إلا انها تخلق كما يقول علماء نفس الميديا الجديدة كائنات افتراضية أو ميدوزات بلغة غي دو بور بمعنى اضواء غير حقيقية لكنها مع ذلك مؤذية قد تسبب حروقا للناس في الواقع .كما تحول ضرورات الاشباع و الفعل في الواقع الى مجرد تحقق استيهامي في الافتراضي ليبقى الواقع بلا فعل وهو ما يجعل الشبكة اختراع "تآمري" تغريبي استلابي مثل أفيون .
و يتم تعميق احساس القهر لدى ضحايا الشجعان الافتراضيين في الانتقام من هؤلاء الشجعان الذين يتخفون وراء الشاشة بعيدا عن متناول اليد بحيث يستحيل معاقبتهم كما يتم في الواقع مع من يعتدي عليك وجها لوجه و جسدا لجسد .