العدالة الانتقالية سبيل تونس المتسامحة لجميع أبنائها و بناتها

Photo

النساء يكن عادة أكثر الفئات تضررا من منظومات الاستبداد الدموي ..فهي سجينة هشة يسهل تعريضها الى الانتهاكات الجسيمة أو هي زوجة أو اخت او ام أو بنت سجين و تكون النظم الاستبدادية الكريهة اكثر ميلا لاستعمالها في كسر روح المناضل لتكون المرأة بذلك ضحية مضاعفة للجلادين …

مسار العدالة الانتقالية كان ضحية تجاذبات سياسية و استقطابات ايديولوجية لعينة أفلت في سياقها و من بين أصابعها القتلة و الجلادون و امتلك الجبناء ضمنها الجرأة على تبييض التسلط الدموي و تبخيس الثورة و تحويل الضحايا الى مذنبين ليتم تفويت الفرصة على التونسيين لتفكيك منظومة عمياء لا حداثية و مغرقة في رعب القرون الوسطى أغرقت البلاد في أجواء من الخوف و الأحقاد لمدة عقدين طويلين .

لم يكن المطلوب ثأرا و استئصالا مضادا بقدر ما كان مطلوبا تطهير الذاكرة و مداواة الجروح و تمكين الشعب التونسي من التصالح مع ذاته و دولته التي اختطفها القتلة في غفلة من نخبها ..كان المطلوب معرفة الحقيقة و ترتيب الذاكرة لكن الصراعات المغلوطة و الخلط بين تجاذبات السياسة و كتابة التاريخ منعت تونس القادمة من حسن قراءة ماضيها و مداواة ندوب روحها حتى تنطلق نحو المستقبل بأمل ضروري .

انطلقت الاصوات الكريهة أو المرعوبة من الحقيقة بتواطؤ موضوعي من أغبياء لم يدركوا القيمة التقدمية الكونية للعدالة الانتقالية ثم تزايد آخرون في التسوية البائسة مع منظومة أكثر بؤسا كان المطلوب منها أن تقف أمام مرآة التاريخ حتى تحجم صلفها و يقبل أذنابها و عرابوها بتونس التي تكون لجميع أبنائها …افلتت فرصة ثمينة من أيادي التونسيين لبناء مستقبل أقل ألما من ماض دموي موجع …و كان الضحايا مرة أخرى ضحايا استبداد سابق و غدر غبي لاحق ..

تضامني مع النساء ..مناضلات أو ضحايا ..لا يهمني ..حميدة عجنقي، بسمة البلعي، بسمة شاكر، خيرة المؤدب، سلمى بن محمد اللائي، دخلن اليوم السبت 10 نوفمبر 2018 – في اعتصام داخل هيئة الحقيقة و الكرامة مطالبات بالإطلاع على مضمون المقرر الشامل لجبر الضرر قبل المصادقة عليه نهائيا .لشكوك حول هضم حقوق ضحايا انتهاكات حقوق الانسان في العهد البورقيبي و النوفمبري.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات