تكتيكات تازيم أم عجز عن الحلول

Photo

لا أحد يمكنه إنكار وضع أزمة الحكم الذي يعانيه ائتلاف النداء و النهضة في مقابل أزمة مجتمعية خانقة بسبب العطالة الاقتصادية و الاحتقان الاجتماعي في هامش الحرمان و سائر القطاعات و غياب قوة سياسية معارضة تكون رافعة بشرية تنهي ائتلاف الأزمة و تتكفل بقيادة الانتقال سياسيا إلى منتهياته الإصلاحية الجذرية التي تحتاجها البلاد على قاعدة مشروع وطني شامل و معبئ يواجه ابتزازات دوائر النفوذ المالي و السياسي الدولي المربك لاستقلال القرار الوطني و ينتصر على دوائر النفوذ الداخلي من اللوبيات الفاسدة و قوى الدولة العميقة المستعصية عن الانخراط أو الإسهام في مسار الإصلاح الوطني اللازم للبلاد.

ضمن وضع الاستقرار في الإنتاج الدوري للأزمة و توازن الضعف و غياب المشروع الشامل للحل تواصل القوى الممسكة بمفاصل الحكم في البلاد التمعش من وضع الأزمة بقيادة اردأ ما أنتجته منظومة 2014 من طبقة سياسية بلا مشروع إلا نزواتها الشخصية و غرائزها البدائية في التموقع بالتحيل و المناورة و الارتهان و الاستقواء بما تحوزه من أجهزة الدولة و العلاقات الخارجية و الإعلام الأسود و المال الفاسد في انتظار اللاشيء أو المراهنة على إحباط الناس و انسحابهم من الشأن العام لاستعادة النسخ المبتذلة للتسلطية القديمة التي استنفذت صلاحية استمرارها في ظل التوزع القسري للقوة بين فئات المجتمع منذ التحول الكبير للمشهد إبان هروب المخلوع .

سنة دراسية مهددة و وضع اجتماعي يقارب الانهيار للطبقتين الوسطى و الشعبية و عطالة للخدمات و المرافق العمومية و ارتفاع منسوب القلق و الاحتجاج لدى الفئات و الجهات المهمشة و استفحال الفساد و استنزاف مقدرات البلاد و طغيان التدخلية الخارجية و سخونة الإقليم و في المقابل يتواصل العبث الطفولي للقبائل و اللوبيات الحاكمة و المتناحرة التي يشحذ كل طرف منها سكاكينه في غرف المؤامرات السخيفة في انتظار موعد انتخابي بلا رهانات قد تعود فيه الوجوه المحلية الفاسدة و الفاشلة إلى الإمساك بقاع السلطة البلدية و الجهوية لتكتمل بذلك مسخرة الخراب من المركزي إلى الجهوي و المحلي و من القمة إلى القاعدة لتختنق البلاد بين فكي طبقة سياسية عابثة تستمتع بمعاركها الصغيرة و البذيئة بين بعضها بعضا و هي تتباهى الان بانتصاراتها الحقيرة على البلد في لعبة تقاسم مربعات نفوذ على بلد ينزف ضرعه دما و فراغا في انتظار دخوله نهائيا تحت كومسيونات استعمارية جديدة ستحكم بلدا بلا مواطنين.

كل مزاعم بث الامال الكاذبة على نموذج تونسي مزيف ليس أكثر من دعاوى منتصرين يؤذنون على أكوام رماد و غبار في معارك فازوا فيها بلا حروب إلا مؤامرات التحيل و مغالطة شعب بلا حصانة فكرية و لا قيم و لا قدوات أو قيادات.

و في المقابل فكل مزاعم البكاء على المصحف المسروق من أدعياء المعارضات و أنصار الثورة و الانتقال الإصلاحي ليست أكثر من احتجاجية باهتة بلا قوة أو قدرات ضاعت إمكانيات تحشيدها منذ سنوات بالانخراط المتبادل في ألاعيب الكبار و تآمر القوى الجديدة على بعضها برعاية قديمة خبيثة و بغياب رؤية و قيادات عاقلة تحسن الاستثمار في هبات الشعوب و انتفاضها التي تحدث نادرا في تاريخ الامم و تحتاج في اللحظة المناسبة لاندلاعها من يحسن قيادتها.

تونس في مفترق الفراغ و العبث على هامش التاريخ تستصرخ من بقي من أبنائها يلقي السمع وهو شهيد …اما من نراهم فلا امل فيهم جميعا لأنهم كلهم تقريبا و لا شي ..و لا شي ..على طريقة لهجة صديقنا الصافي سعيد…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات