خليج الريع النفطي و نكبة الأمة ..نُظم الظلام و العمالة

Photo

النُظم التي تم اعلانُها منذ عقود على كثابين الرمال و حول آبار النفط امارات و ممالك و سلطنات لم تكن أكثر من قواعد متقدمة لمشروع استعماري غربي ظل باستمرار يجدد مؤامراته على هذه الأمة لإجهاض كل محاولاتها في الاستقلال و التحرر الوطني و التنمية العادلة و المستقلة التي تستعيد بمقتضاها حقها في الوحدة و استرجاع الارض و تقرير المصير .

وطننا العربي الذي يسمونه شرقا أوسط هو قلب الكون و سُرة العالم الاسلامي و قاعدة الحضارات الشرقية و الجنوب الرافض لهيمنة الشمال العنصري و غرب الاستعمار و النهب .في هذا الوطن الكبير تكمن أعظم ثروة بشرية توحدها اللغة و الثقافة مهدا لكل الرسائل السماوية و ابداعات الانسان الذي نحت الحروف و اجترح الفنون و صاغ العلوم و عانق الروح الانسانية المتعالية بأبدع حكايات الارض الى السماء من ميثولوجيات و أشعار.

في هذا الوطن الكبير أيضا ترقد ثروات مادية عظيمة و تبلغ البحار و المحيطات مجمعها و تتقاطع طرق التجارة و التعارف بين البشر في مشارق الارض و مغاربها و هو ما يجعل امتلاك الكون و الخلافة عليه تكون بالضرورة الاستراتيجية و الالاهية من هذه الارض المقدسة .

منذ افول شمس الامة حاملة الرسالات و تداعي الأمم عليها كما "تداعى الأكلة على قصعتها" تم غرس الكيان الصهيوني غدة سرطانية تمزق جسم الوطن العربي و تنهك روحه و لم يكن ممكنا استمرار هذا الكيان إلا عبر اردافه بخلق هذه "الكيانات" المجهرية اللقيطة و النظم الوظيفية المستخرجة من قاع بداوة أعرابية خلصنا منها اسلام مديني حضري تنويري يدرك جيدا أن كل "ردة" الى بداوة عُربانية بائسة تؤدي بالضرورة الى عودة "العرب" و "المسلمين" الى قبلية حكم و فكر تجعل الأمة مطمعا لكل أعدائها المتربصين .

ان جردة حساب بسيطة على امتداد العقود الخمسة الاخيرة سيؤكد لنا الدور "الرجعي" و التخريبي و العميل و المتصهين الذي اضطلعت به "نظم كثابين الرمال" المسماة ممالك و امارات و سلطنات ..كلها بلا استثناء..في محاصرة تشوف شعوبنا العربية للحرية و الكرامة و في التآمر على كل المحاولات الجنينية للتحرر الوطني منذ المحاولة الناصرية الرائدة مرورا بكل محاولات الدول الوطنية العربية الحديثة من الجمهوريات المستقلة بالخصوص و وصولا الى الأدوار القذرة لهذه "الأُسر النفطية العميلة" في مواجهة المقاومة المظفرة التي أذلت العدو الصهيوني و فرضت معادلة الرعب معه في انتظار معركة التحرير الشامل .

و في سياق متصل لا يخفى على أحد إلا معاند دور المال البترولي العميل في مواجهة كل محاولات التنوير و النقد و التطوير التي اتجه اليها العقل العربي حيث تبرز بوضوح وظائف تزييف الوعي و رد الفكر العربي الى أكثر بؤر الظلام عتامة في تاريخه عبر الترويج لوهابية مرعبة و اثارة نعرات طائفية و مذهبية نتنة و ترويج لثقافة صهينة و تطبيع تحت عناوين مختلفة و باقلام يسيل لعابُها على البترودولار في مراكز الدراسات و فضائيات البهتان.

ان الهبة في مواجهة زيارة هذا السفاح المطبع هي التعبير الاصدق على التناقض الاستراتيجي العميق بين الامة و عملائها و اعدائها فكريا و سياسيا و انسانيا .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات