صديقنا" المعروف في "الصحافة" و العمى النوفمبري" في الطحين ..
بإمكان الكاتب الصحفي ان يستعير ما اراد من اسماء ايام و احداث من الاديان و التاريخ شرط ان يتحمل ابعادها فلا تكون الاستعارة ذما لما أو من اراد مدحه او مدحا لمن أو ما اراد ذمه .
في مقال عن الغدر و خيانة النخب كتبتُه منذ سنوات وضعتُ عنوان "...كذا و كذا و ليلة العشاء الاخير" و كنت اقصد طبعا كل شحنة التاريخ الديني التي تتبادر لذهن القارئ العارف بجكاية يهوذا و المسيح و العشاء .
جريدة "الصحافة" العمومية تعنون في مانشيت كبير امضاء رئيس الجمهورية لقانون "المصالحة" بيوم الغفران الكبير فهل يتحمل الاداريون و الرئيس و البرلمان كل شحنات الاستعارة ؟ و هل في الامر مدح ام ذم ؟وهل يجوز لنا نحن العارفين بشحنة القصة الدينية ان نذهب للتأويلات التي نريدها ؟؟..غباء واضع المانشيت و انا اخمن من يكون بالاسم تحديدا لم يفكر في ذلك ابدا لأن ما اراده فقط ان يدعي في الطحين فلسفة بعمى "نوفمبري" .
" وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَكُلَّ عَمَل لاَ تَعْمَلُونَ: الْوَطَنِيُّ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ لِتَطْهِيرِكُمْ. مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ تَطْهُرُونَ.") سفر اللاويين .الاصحاح 16)
يوم الغفران او (هاكيبوريم) أو (يوم كيبور) فيعني باللغة العربيّة يوم التكفير أو يوم غسل الخطايا
حسب الموروث الحاخامي، فإنه في مثل هذا اليوم نزل النبي موسى من جبل سيناء للمرّة الثانية، يحمل معه الألواح التي أعلن فيها الرب غفرانه لخطيئتهم في عبادة عجل السامري حين غاب عنهم موسى للقاء ربه و ترك بينهم اخاه هارون الذي عجز عن منع بني اسرائيل من الوقوع في مغالطة السامري و قد لامه موسى بعد ذلك كثيرا .
تكلف الألواح هارون بجملة من الطقوس للغفران و التكفير "وَيُقَدِّمُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ، وَيَذْبَحُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ...ثُمَّ يَدْخُلُ هَارُونُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَيَخْلَعُ ثِيَابَ الْكَتَّانِ الَّتِي لَبِسَهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ وَيَضَعُهَا هُنَاكَ.
وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، ثُمَّ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ وَيَخْرُجُ وَيَعْمَلُ مُحْرَقَتَهُ وَمُحْرَقَةَ الشَّعْبِ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنِ الشَّعْبِ."(سفر اللاويين)