الثورة الجزائرية.... حرب التحرير من أعظم حروب التحرير في العالم حيتها كل شعوب العالم..وحرب التحرير الجزائرية تدرس في كل جامعات العالم ...ويعتبرها كبار المثقفين الفرنسيين من أعظم انجازات البشرية في العصر الحديث .شهداؤها تجاوزوا المليون لأن تسعين بالمائة من الشعب الجزائري كان يقاوم فرنسا من أجل التحرير..أما قادة الثورة الجزائرية فهم بالمئات وزعماؤها بالعشرات .....
ومع ذلك لم تنتصب الأصنام في الجزائر....وقد زرت الجزائر ولم أر إلا النصب التذكارية الرمزية أو الثقافية . احقاقا للحق تمت الموافقة على بعض النصب التذكارية لكن لترفع فقط في مسقط راس الزعيم او الشخصية الفكرية مثل الامير عبد القادر الجزائري ....
لماذا نحن دائما مخطئون ونصر على الخطأ ؟
وها أن النصب التذكاري لبورقيبة يعود الى مكانه بعد ان تم اقتلاعه اثر انقلاب بن علي عليه وكانت النخبة الثقافية وزعماء الحزب الحاكم وزعماء المعارضة موافقين آنذاك ....وبلعوا السنتهم ولم يقولوا شيئا عن اقتلاع نصب حبيبهم ....
مالهم اليوم بلعوا السنتهم من جديد؟
لم أر أحدا يحتج على عودة نصب الحبيب بورقيبة الى الشارع ...لا أحد سوى بضعة مقالات قد لا يكون لها أي تأثير.........
...وأريد ان اذكر اتحاد الشغل وسي العباسي ان بورقيبة امر يوم 26 جانفي 1978 بإطلاق النار على المتظاهرين وهم كلهم من العمال الذين نزلوا الى الشوارع لتأييد الاتحاد الذي دخل في صراع مباشر مع نظام بورقيبة معلنا لأول مرة في تاريخه عن الاضراب العام ...وقد نفذ زين العابدين بن علي الامر بالقتل وكان ايامها مديرا للأمن الوطني فسقط اكثر من الف شهيد وفق جريدة لوموند .
فلماذا يسكت الاتحاد العام للشغل اليوم ..لماذا؟
ما يمكن ان اقوله هو ان الاتحاد العام التونسي للشغل كان مورطا في امور كبيرة. وإلا ما كان ليسكت عن اعادة نصب رجل قتل منهم الفا من كامل البلاد واختص في تشويه زعماءها ...اسألوا الطيب البكوش انه يعرف الكثير عما حدث يوم 26 جانفي الاسود ...واعتقد ان صمته يشير الى اشياء كثيرة ..ويخفي فضائح حقيقة لو علم بها الناس لخرجوا مرة أخرى وفي هذه الأيام بالذات لكن للأسف فالشارع التونسي مسطول بإعلام انحرف عن الصواب وعن الموضوعية والحياد واختار الطريق الخطأ......
على هذه المنظمة ان تعلن مواقفها تجاه هذا العمل الذي يقوم به الرئيس الباجي قايد السبسي....
ولمعلومات الجميع ان بن علي كان مختصا في المخابرات ...وهو يعرف جيدا من هو بورقيبة وماذا فعل بالتحديد. وكان مطلعا اطلاعا واسعا على الملفات الحقيقة لبورقيبة في وزارة الداخلية من زمن الاستعمار والحركة الوطنية وهو مطلع على ما قامت السلطة به تحت امرته السنوات الطوال الم يكن مديرا للمخابرات العسكرية.ثم مديرا للأمن ثم كاتب دولة للأمن ثم وزيرا للداخلية ...كان يعرف كل كبيرة وصغيرة وهو يعرف أن الشعب لم يعد يحترم بورقيبة ومن أحبه بدأ ينسى حبه له لذلك تحرك ولم يجد أي نوع من المعارضة....
بن علي رأى ما رأى ورأى ما لم يره أحد. وسمع ما لم يسمعه أحد فاستعمل كل ذلك ضد بورقيبة ولما اطاح به كان يعرف انه سيجد التأييد من الجميع وفعلا وجد التأييد في ايامه الاولى بل ايضا وفي سنواته حكمه الاولى .
ولولا معرفته بالملفات ما كان ليجرؤ على ابعاد بورقيبة وإزالة نصبه التذكاري ...لا من العاصمة فحسب بل من عدة مدن داخل الجمهورية..
وللعلم ايضا ان بن علي لم يفرض ازالة النصب التذكارية اطلاقا بل ان المسؤولين الحزبيين في الجهات هم الذين تولوا الامر ...ثم ان بن علي لم يلق بالنصب الذي عاد الى شارع بورقيبة في غياهب النسيان بل رفعه في مكانه الطبيعي. إلا وهو حلق الوادي ليراه كل التونسيين وهم يدخلون الى هذه الضاحية بمئات الالاف .لأنها ضاحية مختصة في السياحة الداخلية .. وجولة فيها تزيد سنوات الى الاعمار ...........
هل انتم راضيين عن عودة النصب //الصنم ؟
هل ترضون بما يحدث...وبالملايين التي تحتاجها البلاد بسبب ازماتها الاقتصادية
..لو انفقت على العاطلين عن العمل لكان أفضل ؟