يصمون اذانهم عن الحقيقة التي تظهر من حين الى اخر ويصرون على فرض حقيقة تبنوها سياسيا بورقيبة لم يرفض صالح بن يوسف فقط بل الباهي الادغم واحمد بن صالح والهادي نويرة واحمد المستيري وراضية الحداد ومحمد مزالي ..وغيرهم.
اذن لماذا يصرون على نظافة كل الشخصيات في ستين سنة؟
اذن لماذا ثار الشعب عشر مرات على الاقل وقدم ألاف الضحايا .من الفتنة اليوسفية والبورقيبية الى المعارضات المختلفة الى ثورة العمال في الخميس الاسود الى انتفاضة الخبز ..الى انتفاضة الحوض المنجمي وتحقق له الانتصار اخيرا في جانفي2011ّّ…
فهل قرأتم رقم ألاف المليارات الهاربة من تونس اصدرتها الامم المتحدة وليست هيئة مكافحة الفساد التي لم تقدر الى حد الان ان تثبت شيئا .. فبماذا سينتفعون بالكذب على التاريخ ام هم من الناهبين؟ لتتوضح الامور قبل ان يرحل الجميع ؟؟!
وما ان يشير احد الى النهب المنظم الذي بدا مع الستينيات ...توسع في السبعينيات حيث ظهرت القصور والشركات الضخمة والتمثيليات الاجنبية ..وأصبحت مرضا ثم منظومة في عهد بن علي ثم ثقافة في عهد الثورة ...ما ان يطرح هذا الموضوع حتى يصرخون ..والفساد اليوم اكثر ..
ومن قال لا فساد اليوم اصبح ثقافة لكن هات نبحث في من بلورها ومن كان وراءها فالثقافة لا تظهر فجأة انها تتبلور وتنمو وتصنع وتكبر .....
طيب انا معك يا سيدي ان الفساد اليوم اكثر لكن لا تغلق الباب واترك البحث يشمل الستين سنة الماضية ليعرف الشعب ما حدث ..وما الذي جعل الثورة الاخيرة تقدم الضحايا وتنتصر وإذا بالفاسدين يفتكون النتيجة الحاصلة ويشكلون مجلس ثورة مضادة لإنهاء كل شيئ والقول بان الماضي افضل
فليس من قبيل الصدفة ان يستدعي رئيس الدولة بنفسه مؤرخا معروفا في هذه الايام التي يسميها هذا المؤرخ تزييفا للتاريخ بسبب ما تقوم به وتصدره ما تصدره هيئة الحقيقة والكرامة وبعض الاستقصائيين والسياسيين الذين عملوا مع بورقيبة وبن علي وقرروا البوح بما حدث ..
كلمة تزييف التاريخ التي عرف بها الحزب وتخصص فيها بورقيبة الذي روى التاريخ على طريقته الخاصة اصبحت صفة من صفات الثورة عند البعض من جماعة الماضي ..طبعا ليسوا كلهم انما الفاسدون منهم ..ولغة تزييف التاريخ التي مست هذه الايام الثورة وهيئاتها وخاصة الحقيقة والكرامة .
استهوى موقفه رئيس الجمهورية ..وحرص على استقبال واحدا منهم لتوجيههم التوجيه الحسن للتمسك بالنهج التي انطلقوا فيه لسد المنافذ على الرغبات الحقيقية لكشف ما حدث وتعرية المظالم والانتهاكات
وليس لأول مرة يستهوي السلطة هذا الفريق فقد استهوى الصياح مع اثنان او ثلاثة من المتأدبين بالفكر الصياحي لا فقط البورقيبي …واستهووا زين العابدين بن علي ..واشتغل العديد منهم في وكالة الاتصال الخارجي …
وكل هذا لا يقلقني شخصيا ..فالناس احرار في مواقفهم ..انما الذي يقلقني هو انهم يعملون على قيادة جبهة التصدي لضرب اي شيئ يحمل رغبة لإظهار الحقيقة بالطريقة التي يراها هذا او ذاك…..فلماذا لا يتركون حرية الناس في القول ..وكلمة بكلمة ووثيقة بوثيقة…وكتابة اخرى …او تاريخ اخر …..
الحرية جميلة ..ولا بد لفهم بورقيبة … من المحافظة عليها ..والتصدي ايضا لكل من يصر على القول بان هناك حقيقة واحدة هي التي صدرت منه. بورقيبة تمتع بحق بورقيبة في رواية ما يشاء..إلا انه هو الاخر منع ايا كان لقول رأي اخر او تقديم حقيقة اخرى …
ثم ان الكثير من الناس ما ان تنتب حرف في الحقيقة والحق يتهمونك باليوسفية ..او بالنهضة او بالمرزوقية المنصفية …بالله عليكم هل ان بورقيبة قاوم صالح بن يوسف فقط
يا سيدي بورقيبة عمل مع صالح بن يوسف ورحالهم ثم قتلهم …الواحد بعد الاخر منتهيا بزعيمهم
بورقيبة عمل مع الباهي الادغم ثم اهمله وناضل مع محمود الماطري ثم القى به …. وعمل مع الطيب المهيري ثم الله اعلم ماحدث ..
ما اعرفه ان ابنته خرجت بعد الثورة لتعلن ان والدها اغتاله النظام …وكان ذلك في منتصف سنة 2012
وبورقيبة عمل طويلا مع احمد بن صالح وأعطاه كل الصلاحيات وأعطاه قيادة خمس وزارات ثم ابعده وطالب بالحكم عليه بالإعدام لولا العدد المهول من الاعلاميين الاجانب والعدد الكبير من المحامين الذي تفرغوا للدفاع عنه لكان اعدمه .. واسألوه ها ان احمد بن صالح مازال حيا .
وبورقيبة ناضل مع الهادي نويرة واستوزره ثم القى به ما ان اصيب بمرض الشلل وقد شفي منه بعد ثلاث سنوات. كما انه عمل طويلا مع محمد مزالي ..وجعله رئيس حكومة ثم القى به بعيدا واجبره على الهرب من بيته بعد ان افاق على تهم يمكن ان تؤدي به الى الاعدام …
وكذا الامر مع احمد المستيري الذي طالب بالديمقراطية ..والحبيب عاشور ..والطاهر بلخوجة ..وكذلك محمد المصمودي ..وراضية حداد …وكثير من الشخصيات السياسية الفاعلة… وتأكدوا من شيئ ان بورقيبة اذا ما اكل راس سياسي من رجاله فان هذا السباسي يصبح عدو الوطن ولا معارض لبورقيبة ..وحتى صفة المعارض ليست له ..فهو ليس معارض انما لم يلتزم بأمر ما او تسبب في اضعاف بورقيبة في فترة ما…
وإذا ما اصبح المبعدون من محيط بورقيبة اعداء فلا يقترب منهم احد من الحزبيين ..ويصبحون خائفين على مناصبهم …
هذا بعض ما يجب ان يقال…
ومن حقكم ان تقولوا ما تريدون في محبة بورقيبة وتتغافلوا عن كل الحقيقة لكن لا تحرموا الناس ولا المؤسسات من ابداء ارائهم ..وان لا تحاربوا الهيئات الوطنية لان بعضها يبحث عن الحقيقة وبعضها يبحث عن الفاسدين ومحاسبتهم بالقضاء ….
كونوا موضوعيين قليلا فستهدأ النفوس..اما اذا لحييتم على التكذيب في كل شيء وعدم تقبل الاخر فان الرأي قد يتحول مع التراكمات الى احقاد….