اثر شيخة مجموعة من النساء بالقصر الرئاسي بقرطاج صباح يوم 13 اوت تساءل الكثير من الناس نساء و رجالا لماذا وسم الباجي قائد السبسي فلانة و فلانة و فلانة وهناك من شتمه …
وأنا اقول لهن وأقول لهم......
الباجي خاطيه. ....ليس هو من يختار ...هو لم يعد يحكم براحة من امره وما يزال يرى المرأة كما يراها من مائة سنة فهو يعتبر المرأة ..ما لها إلا مرا.
لست انا من قال هذا ...انما هو الباجي قايد السبسي بنفسه....ما لها إلا مرا........
بالنسبة للباجي مالها إلا مرا. لم يتغير شيء حتى يتغيرهو …
لقد قام بالدعاية عن طريق الماكينة ...تلك الماكينة التي اصبحت معروفة ...قالت للمرأة ....انت في خطر ..انتبهي ..النهضة قادمة لإلغاء مجلة الاحوال الشخصية ...ولذا فان تعدد الزوجات اصبح على قاب قوسين او ادنى مني ومنك....وستصبح المجلة رافعة الدعاية التي تدعو الرجال الى ان ينكحوا النساء كما طاب لهم .......مثنى وثلاث ورباع ..وطبعا لن يكملوا بقية النص....فليس في مصلحتهم ان يعرفوا .وان خفتم الا تعدلوا فواحدة .........هذه الاية لا تذكرها الماكينة ..وهي تركز فقط على مثنى وثلاث ورباع للتأكيد على تخلف النهضة ونشر اي شيء يرسخ في الأذهان انها حركة ظلامية...........
ونجحت الماكينة الجهنمية في نشر الرعب من النهضة والإخوان فسارعت نساء تونس الى الصناديق لانتخاب الباجي دون ان تتذكرن انه هو الذي قال مالهن إلا نساء ...مالها إلا مرا.....
وبعد مدة قليلة ..مد الرجل يده الى النهضة وأكد للجميع انه لا يمكنه ان يحكم بلا نهضة خاصة وانه فهم مع الايام ان النهضة حركة واسعة ومنغرسة في المجتمع كما انه تفطن الى انها لا تختلف عن حزبه في شيء. انما هي تبحث عن اي طريق يؤدي الى قصر قرطاج والى برلمان باردو ..والى حكومة القصبة…
وقد كان الباجي يراقب النهضة من بعيد لما كانت في الحكم مع الترويكا ..وعرف انها لا تختلف عنه في شيء إلا ..وهذا لم تثبته المحن بعد إلا في ما يخص الحريات فالباجي لا يؤمن بالحرية وتاثر بالفكر الاستبدادي البورقيبي لأكثر من خمسين سنة ثم هو من قال ..انا نحب نحكم وحدي..
وهذا مسجل عليه.
اما النهضة فإنها تؤمن بالحرية التي حرمت منها حوالي اربعين سنة من عمرها ونالها ضيم كبير من النظام القائم......
لقد ناضلت ضد بورقيبة وبن علي لا لفرض الاسلام ..او لهيمنة الفكر الاسلامي على البلاد كما بدا من بعض ادبياتها وأنصارها السلفيين الذين فهموا انها لا تسعى الى فرض القرأن دستورا انسحبوا منها شيئا فشيئا انما اصبحت ترغب اولا في الجلوس على عرش السلطة وفسح المجال للحريات السياسية والدينية وقد توضح ذلك اثناء حكمها ....اذ لم ينتفع منها الاسلام لا بقرار ولا بقانون ولا بمؤسسة لها علاقة بالدين الاسلامي او بالفكر الاسلامي وإذا رأيتم غير ذلك فهاتوا نناقش الامر معكم..
وما كل تلك الظواهر الدينية التي عرفها الناس وركزت عليها الماكينة لذبح النهضة فكريا قبل ذبحها سياسيا إلا انفلاتات تسبب فيها ضعف الدولة وخروج كل الراغبين في تجاوز القانون وتحقيق الاهداف الخاصة مثلها مثل الانفلات في البناء العشوائي والانفلات الامني ..والانفلات الديواني ..والانفلات الحزبي ..وانفلات الاخلاق.
رئيسكم الباجي فهم ما لم تفهموه اذن...واقترب من الشيخ راشد وأصبحا يحكمان معا ...بل يبدو ان الباجي. لم يكن قادرا على الحكم مباشرة لاهتمامه بتوريث ابنه ...وترسيخ عائلته. ...فسلم بعض صلاحياته الى مستشاريه بمن فيهم بن تيشة الذي اراد ان يمرمد رئيس الحكومة سي الحبيب الصيد وتمكن من ذلك بدعم من الماكينة ...وابحثوا جيدا في من يدعم بن تيشة ومن فرضه على الرئيس رغم انه قام بحملات ضده بل اتهمه بكونه مريضا ولا يصلح للحكم ..وهذا ايضا مسجل.
وأيضا اعطى الباجي النفوذ الخاص لسعيدة قراش لتعمل ما تريده انطلاقا من القصر.وطبعا من اول اهتماماتها هي ان تخدم صديقاتها.بدعوى انها تخدم المرأة. ...وترك الباجي جانبا من السلطة والحكم بيد النهضة لأنه كان على يقين ان النهضة لا ترعبه كما تفعل الماكينة ضدها .
وهذه الماكينة قامت كما تعلمون اثر الثورة بتفصيل البلاد على هواها وتركيز ما تريد تركيزه وترسيخ ما تريد ترسيخه وليس ذلك بعزيز عليها مادامت الاموال الفاسدة في حوزتها تنفق منه بلا حساب المهم ان لا يتغير شيئا في البلاد بما يهز كراسيهم ونفوذهم المباشر وغير المباشر ولذا عملت بكل ما لديها من قوة واتساع نفوذ وكثرة اموال..الى تخويف الناس من النهضة وأيضا من كل من لم يرغب في الالتحاق بركب الثورة المضادة ..بل ان هذه الماكينة التي لم تعد تعمل في الخفاء وتحت الطولات وفي الدهاليز .... وقد تكون وراء ما حدث من كوارث في البلاد....حتى يعيش التونسي في رعب دائم وفي الاثناء يتم تمرير ما تريد الماكينة ومن قام بتحريك الماكينة.....وحسب مصالح خططت لها جماعة الثورة المضادة بالسيطرة على الاعلام بلا صعوبات...المهم ان الاموال لديك...والأموال ليست مشكلة لدى رجال الاعمال الذين كانوا مرتبطين بمنظومة بن علي والطرابلسية ..وأصبحوا يخططون بعد هروب زعيمهم لبناء منظومة جديدة تبين بسرعة انها اكثر فسادا من الاولى …
والسؤال بالمناسبة هو ...من هن النساء اللاتي تم توسيمهن في القصر هذا اليوم ....ومن كان وراء التوسيم اليس للباحي مستشارة في شؤون المراة كما ذكرنا.
اذن لا تذهبوا بعيدا فهذه المستشارة لا تختلف في شيء عن بن تيشة ..فأقرت العزم على توسيم سهير بن حسين لا كانت صاحبة فكرة الانقلاب على الحكام الجدد بعد الثورة لإعادة الامور الى نصابها…
ألا تتذكرون انها قالت للحكومة الفرنسية في فرنسا وفي بلاتوه سياسي على فرانس2 بأنها تستغرب من كون فرنسا لا تعمل اي شيء لاتخاذ ما يلزم للتدخل في تونس وإنهاء ما يسمى بالثورة وحماية النمط المجتمعي .....نعم قالت ذلك بفرنسية راقية.
وطبعا نحن ننسى ذلك...لكن سعيد قراش لا تنسى هذه الشتيمة التي تمس الوطن في روحه الا انها تستجيب.لقناعات جماعات النمط ولا اعتقد ان سعيدة خارجة عن هذه الجماعات.....
اذن كان لا بد من تكريمها وتوسيمها بوسام كبير اذ هي الاولى التي رأت انه من الضروري القضاء على الثورة التي تهدد مصالح فرنسا وأيتام فرنسا ..وهي التي ساهمت اذن في انجاح عملية القضاء على الثورة ورجالها.
وقد يتساءل البعض ولماذا تم توسيم السيدة مريم بلقاضي.التي اصبح الناس يعرفون بكونها اعلامية ..وفي واقع الامر هي استاذة اللغة الفرنسية ولا علاقة لها بالإعلام ..انما تم استقدامها الى نسمة لتقوم بدور محدد....ولا تنسوا ان جل الذين تم استخدامهم في البلاتوهات الاذاعية والتلفزية لم تكن لهم علاقة بالإعلام فما بالك بالاختصاص فيه…
واضح جدا ان السيدة سعيدة قراش مستشارة الرئيس التي كانت ضيفة شبه قارة لدى بلاتو نسمة اثناء الحملات لفائدة نداء تونس ولفائدة الباجي ... هي التي اختارتها للتوسيم لا لأنها كانت من انصار الباجي بل لأنها كانت صديقة للقراش…
ولذا لا بد من ان نتذكرها بالخير في عيد المرأة ....وهذا العيد اصبح في يد بضعة نساء من الحراير في القصر. وفي المقدمة السيدة سعيدة قراش...التي لا يعنيها ان تكون فلانة مع الباجي او مع غيره المهم ان تكون من نصيرات سعيدة قراش......
وهذه السياسة كان ينتهجها عبد الوهاب عبدالله الذي كان يسعى الى المحافظة على منصبه في القصر فيعمل على تقريب كل الذين يقفون الى جانبه و لم يكن يلح على ان يكون انصاره من انصار بن علي او فيما بعد المناشدين له ..فهذا امر يعتقد انه من المفروغ منه ..ولذا كان يبحث عمن يضمن له منصبه اي ان يكون خادما مطيعا له اي لعبد عبد الوهاب عبد الله. ..
ذلك هو الوضع عموما في القصر الرئاسي اما الباحي فانه لم يتغير ..
انه يقول بما قاله من قبل ...ما لها إلا مرا....
وبالدليل القاطع حيث اصبح صديقا متحالفا مع النهضة التي حسب الماكينة الدعائية لا تعطي قيمة للمراة. فما لها إلا مرا…
والماكينة مازالت هي الحاكمة بأمرها ...وتأكدوا انها اذا ما لاحظت ان مصالحها تكمن في النهضة فإنها ستعمل على استقدامها على رأس العرش......ولا أحد يعترض وإلا تسحقه الحوافر.......
اذن فمن له موقف واضح من النداء او من النهضة عليه ان يعدل ساعته السياسية او بوصلته الحزبية فهذا التحالف سيتواصل طويلا.........وبالتالي فالعداوات بين النهضة. والنداء قد زال .....ومن لم يتفطن بعد الى ذلك ..ان لا يواصل عيشه غافلا ....