تقرير اللجنة الرئاسية ولد ميتا لكن رائحته أفسدت حياة الناس !!!

Photo

هل كان الرئيس الباجي في حاجة إلى تعيين لجنة بتسعة أشخاص لإطلاق الحريات وتحقيق المساواة :! ها أنه تسلم تقريرها الذي عكفت اللجنة على إعداده الأشهر الطوال انفقت فيها الأموال والمكافآت وانتهت بالأوسمة عالية المستوى .. كم ان الخسارات كبيرة ؟! ..الله أعلم ان كان الرئيس قرأه ام لا ..

ما هو واضح انه لم يأخذ منه اي توصية او نصيحة .. و اكتفى بما عرضه في السنة الماضية وهو اقتراح قانون المساواة في الميراث...لكنه لم يكن صارما في اقتراحه فأخطأ الطريق ..و هو اليوم يساهم في تعميق الخلافات بين التونسي المنتصر للقانون الوضعي والتونسي المنتصر للقانون الديني.. ها ان هذه اللجنة تسببت بتقريرها الذي نشرته على العموم قبل شهر او اكثر في إرباك المجتمع وأحداث جرح قد لا يندمل ...

وأحدثت القلق الاجتماعي و ونشرت الانزعاج في صفوف الممولين و رسخت الخوف من الصدام الاجتماعي ...وفي النهاية جاء الرئيس يقول في يوم الاحتفال بمجلة الاحوال الشخصية التي حررت المرأة وأعلت شأن العائلة التونسية . . جاء هو يقول:« أيا برا نعملو حويجة برك.. نقترحو على البرلمان قانون لا هو أنثى ولا هو ذكر .« خنثة ذكر» حاشاكم ..قانون المساواة في الميراث بين الإناث والذكور واللي ما يحبش يعمل المساواة بالقانون الباجوي يطبق الشريعة ..و «طاح الكاف على ضللو»...» وهكذا جاب الرئيس الصيد من وذنو... وشرّع الخلافات في العائلات التونسية ..اولا ...وشرّع الخلافات بين انصار القوانين المدنية و أنصار القوانين الدينية.....؟!...

وما كنا نخاف منه حصل .. وهو ترسيخ الخلافات...التي كانت اختلافات عادية لا تتجاوز النقاشات في النوادي والمقاهي وفي التلفزات التي لم تكن يوما اكثر من ثرثرات المقاهي ...فتحولت إلى مظاهرات .. وعرائض ..وتنابز ..إذ أن اقتراح الرئيس يحمل في طياته السماح بهذا الخلاف العميق ...

و بعد ان كان الجميع يأملون في مجتمع موحّد قوي صلب .. لا تقتحمه الأيديولوجيات المزعجة والأهواء السياسية المريضة ..والمصالح الفردية او المجموعاتية القذرة ...ولا تخترقه الأفكار الاستعمارية التي لم تتركنا على حالنا يوما لأن الاستعمار فرس فينا رجاله من الذين عودته على أنهم مستعدون دوما لبيع الوطن بفتات طاولات الجواسيس وموائد « القوادة» و«الطحانة »....ولا اعتذر فهم يستحقون هذه الصفات....

والآن سيدي الرئيس تأكد « ان الفأس وحلت في الرأس» ..وأصبح الناس يخافون من الضياع النهائي للمجتمع ..و من الصعب الآن تصحيح الاخطاء وتريميم ما تهدم ..وعلاج ما فسد...فالخلاف يمكن أن يبقى دوما فكريا أما إذا صدر عن السلطة يتعمق وقد يصبح سببا في صراع مرير ..والخوف كل الخوف أن يكون فتيلا قليلا للاحتراف....

وأنا لست متفائلا في هذا الموضوع فما حرص عليه المجتمع التونسي طيلة القرن العشرين لتحقيق وحدته القوية بدأ يتهاوى ...من أحل تحقيق أفكار بضعة أشخاص اصواتهم عالية جدا في ضرب المجتمع وقد عملوا دائما على فرض أفكارهم الفارغة …

إلا ان المجتمع تصدر لهم دوما واليوم ها هم ينجحون في ان يتغلغل الفكر الأيديولوجي الاستعماري كما لم يفعل طيلة قرن ونصف ...نعم ان المطالبين بالمساواة في الميراث .. وما يتبع ذلك في التقرير الذي ولد ميتا ليسوا أكثر من بضعة انفار كانوا دوما فاشلين في إثبات كياناتهم الفكرية بالمعارضة احيانا والاندساس في السلطة وبيع الضمير حينا او استعداء الشعب او الاستقواء باللفيف الأجنبي الذي ينتظر دوما ان يفسح له أناس من اهل البلد الفضاءات ليلعبوا بمصير البلاد والوطن وذلك في اكثر الأوقات....

وهكذا فإن جهدا كبيرا ضاع ..وهو يتسبب الآن في أحداث الجرح الاجتماعي الذي حرصنا دوما ان لا يكون .. فهل كان الرئيس في حاجة إلى هذه اللجنة ؟! وانهي بدعوة أعضاء اللجنة هذه في فترة فشلهم هذه ان لا يرددوا على ألسنتهم اسم الطاهر الحداد لأنه كان مناضلا كبيرا ..وصاحب فكر ناهض لتطوير المجتمع لكنه ابدأ لم يخرج في فكرة واحدة عن هوية البلاد ودينها. فهل كنت واضحا ؟!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات