المؤامرة ضد الدولة والخيانة العظمى مجرد وجهة نظر.. اذن انت في تونس ....

Photo

العربي نصرة في بادية الثورة.

-كمال اللطيف بعد سنتين من الثورة.

- اعتصام الرحيل وكل خطبائه السياسيين وأشباه السياسيين والموقعين على انهاء المجلس التأسيسي.

-لطفي براهم ...في المدة الاخيرة.

كلهم حسب ما اشيع وحسب ما تم نشره وحسب بعض الاحاديث شبه الرسمية حاولوا قلب النظام وتآمروا على امن الدولة ولم تتم محاسبة احد ..رغم الكثير من الحجج ..والكثير من الشهادات ..و رغم الحنفيات التي تدر المليارات من الداخل والخارج .

واحد فقط تمت دعوته الى التحقيق معه فكاد يقتل الشرطي الذي جاءه بالدعوة..ورفض مقابلة القاضي ..هو كمال اللطيف ومع ذلك لم يحدث شيئ ولم تتواصل التحقيقات وأوقف حاكم التحقيق البحث في هذه الجريمة لعدم كفاية الحجة كما القاضي الذي اطلق سراح سراق المطارات الذين اساؤوا لسمعة الوطن في كل انحاء العالم والسبب هو تفاهة المسروق اما الاعتداء على خصوصيات الناس ..فلا معنى له....

واحد فقط تم الاحتفاظ به في السجن هو شفيق جراية لأنه فقد كل سند اجنبي على ما يبدو ..لكنه في السجن وحده ولم يتم التحقيق مع احد من الذين ذكرهم شفيق في التحقيق ومنهم عدد من الصحفيين وأصحاب مؤسسات اعلامية وقادة احزاب وأعضاء في البرلمان …

لا احد منهم وقف امام القضاء برغم انهم كادوا ان يقولوا خذونا فمن السهل اتهامهم لان الجرم الذي اقترفوه يمسكون حججه في ايديهم : يملكون شقق هم غير قادرين على دفع ثمنها بأي طريقة كانت ..ويتجولون في سيارات فاخرة هم غير قادرين على دفع حتى اقساطها ان حصلوا عليها بقروض . تونس هي البلد الوحيد الذي لا يحاكم فيها المتهمون بالخيانة العظمى والمؤامرة ضد النظام والدولة ...ولا تعرف السبب ..وقد نعرف لكننا نندهش اكثر حينما نعرف السبب..

وما يعرفه كل انسان على وجه البسيطة هي ان الخيانة العظمى هي من اكبر التهم ومن افظع الجرائم التي يمكن ان يتهم بها انسان من قديم الزمان .. وقبل الثورة لم تكن في عهد بن علي مؤامرات ضد الدولة ومع ذلك هناك من ناله الضيم والعذابات بكل انواعها لاتهامهم بخيانة غير موجودة بل هي اصلا مفبركة ورجال الامن ورجال المخابرات ورجال القضاء كلهم يعرفون انها مفبركة ومع ذلك يعمدون الى تعذيب المتهمين بها ظلما وعدوانا بل لا يتورعون عن اصدار احكام بالإعدام احيانا على متهمين كذبا وبهتانا ..

وعلينا ان نتذكر مؤامرة براكة الساحل في الحمامات التي تمت فبركتها تماما ليتخلص بن علي من العسكريين الذين كان يخافهم ..بل كان يرتعب منهم ولديه الكثير من الهوس من كونهم قد ينظمون بالفعل ضده انقلابا عسكريا .

فبركت اجهزته حكاية المحاولة الانقلابية على بن علي ولا يمكن ان يتصور بشر ما حدث للعسكريين الذين تم جمعهم الواحد بعد الاخر من بيوتهم وثكناتهم في دهاليز وزارة الداخلية وتم تعذيبهم والتحقيق معهم تحت الضرب والتعليق والحرق والتدنيس والاعتداءات الجنسية اصلا ..

وبعد ذلك قالوا لهم عودوا الى دياركم فانتم ابرياء وقد خطا في المخابرات ..لكن لا احد منهم وعددهم اكثر من مائتي ضابط وجندي عاد الى الخدمة العسكرية بل اوقفوا مرتباهم ..وبلغ بأحدهم ان انتحر لعدم قدرته على مواجهة الحياة المدنية الجديدة .وهناك عقيد باع الخضر في الاسواق ... ..كما ان سقوط طائرة الجنرال سكيك والعقيد المحواشي في الكاف وهم في جولة استطلاعية لم تكن عادية بل هو سقوط مدبر ..و بجريمة اسقاط الطائرة تخلص بن علي من ضباط كبار كم كانت تونس تحتاجهم لكن بن علي لا يراهم بعين وطنية بل بعين المجرم الذي يرى كل الناس مجرمين مثله...

وفي كل البلدان الديمقراطية لا يمكن ان يتهم احد بالخيانة العظمى .وإذا ما صدرت هذه التهمة فهي موجبة بالحكم بالإعدام او بالسجن مدى الحياة إلا في تونس فان النظام يفبرك تهمة الخيانة العظمى والإعداد لانقلاب عسكري لضرب المعارضين او الذين نخافهم بأحكام قاتلة ظلما وعدوانا …

وأما ان المتهمين فعلوها ولا احد يتهم بشيء لأسباب لا افهمها ولا اعرف خلفياتها ...وان عرفت فاني لا املك عنها الحجج .... ففي هذا اليوم كتب احدهم في صفحته وهو واحد من كبار الامنيين الذين تفرغوا للعمل كمختصين في البحوث الامنية او كخبراء امنيين كتب يقول بان لطفي براهم متهم بالفعل بالخيانة العظمى والاتفاق على اجندا الانقلاب مع خبير امني اماراتي في جربة حدث بالفعل ..ومع ذلك فان لاشيء يجري في البلاد وكان المسالة مجرد لعبة ...او هي مسالة اشعال سيجارة او شرب «كعبة كوكا»..بل الادهى والأمر ان بعض المتهمين بالخيانة والتآمر اعضاء في مجلس الامن القومي الذي يشرف عليه رئيس الجمهورية ..

ألا يمكن لوزير الداخلية بالنيابة ان ينظم ندوة صحفية دولية لتوضيح الامر ..فلا تستسهلوا هذا الموضوع رجاء ..لم يبق لدينا ما ندافع عنه ..على الاقل اتركوا لنا الوطن لنحبه وندافع عنه … طيب لقد تعودنا على عدم محاسبة السراق و ناهبي الدولة. والبنوك وابناء الشعب .و تعودنا على ان مسؤولينا ومندوبينا في كل المستويات الادارية والسياسية وحتى الثقافية والتربوية يقبضون الرشاوى و يقترفون كل انواع الفساد..وسيأتي اليوم الذي يحاسبون فيه ولو كانوا امواتا ..

ذلك ان لا احد اليوم يحاسبهم ومن يحاسبهم وهم من نفس الحزب ومن نفس التوجهات ومن نفس الطينة من اربعين عاما على الاقل. ومن كان اصغر منهم وهو متهم فهو من قبيل ان لم تكن انت فواحد من اهلك .. فهل تعودنا ايضا ان نعتبر الخيانة العظمى ليست جريمة ولا هي تهمة بل هي مجرد رأي ..وهي وجهة نظر…

وليس لنا إلا ان نقول يا سبحان الله العظيم …كل البلاد تغلي بالأحاديث عن التهمة لتأكيدها او نفيها إلا الدولة بكل هياكلها ..لا شيئ يقلقها ولا شيئ يضيرها .. هناك امر غير عادي يجري في البلاد لا بد من ان تكشفه الايام.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات