وزراء الثورة..وتوريث النظام

Photo

عندما نعرف أن سي عبد الرحمان الأدغم الذي كان وزيرا لمقاومة الفساد هو ابن اول رئيس حكومة تونسية بعد الاستقلال.

وعندما نعرف ان ابنة سي منصور معلى جاءت من الخارج لتكون وزيرة اقتصاد مثل والدها .. وعندما نعرف ان ابنة محمد كربول اول كاتب دولة للأمن بعد انقلاب بن علي على بورقيبة. جاءت من الخارج لتكون وزيرة السياحة. وعندما نعرف ان سليم شاكر الذي كان وزيرا للمالية كان والده وزيرا للعدل .

وعندما نعرف ان رئيس الحكومة الحالي هو حفيد راضية الحداد رئيسة الاتحاد النسائي التونسي في عهد بورقيبة لسنوات طوال.... وعندما نعرف ان رئيس الجمهورية الحالي له من العمر تسعون سنة منها ستون سنة من ابرز وزراء النظام .....وعندما نعرف ان عددا كبيرا من وزراء ،،الثورة ،، منذ 14 جانفي كانوا وزراء من عهد بورقيبة وعهد بن علي .... وان وزراء اخرين اذا ما بحثنا عن اصلهم وفصلهم الان نجد ان من هو من عائلة فيها وزراء وولاة ..ورؤساء مديرون عامون....

وبالنسبة للأحزاب التي نصفها بالكبيرة هناك عمليات التوريث والقرابة والمصاهرة والصداقات والجهويات متواصلة كما كان الشأن مع بورقيبة وبن علي.

فانظروا في امر النداء وحافظ قايد السبسي وتأكدوا ان اثنين من مستشاري الرئيس في قصر قرطاج ليسوا بعيدين عن السلطة من عهد بورقيبة .... و انظروا في امر النهضة وبوشلاكة والقرب من الشيخ راشد من اول ما انتصب الاخوان في الحكم. ..

عندما نعرف كل ذلك. ونفهم ان هذا القضية السياسية التي ترتكز على روح سياسية منحرفة هي قابلة لأن تكبر وتتوسع اكثر مما يؤكد ان سياسيينا ما ان يقتربوا من السلطة حتى يفكرون في تعيين الابناء وان لم يكونوا موجودين فالأقارب ثم الأصهار ثم ابناء الجهة عندنا نعرف كل ذلك ولا ننزعج ولا نقلق ..فهل مازلنا نتحدث ان السلطة التي تشكلت بعد الثورة جاءت لخدمة اهداف الثورة ..وهل فعلا يؤمنون بالثورة……وهل من حقنا ان نقول بان هذا النظام ليس ورثة لملكية قديمة.. انما جاء للإصلاح…

لنصارح انفسنا حتى نعي بما يجري حولنا وإلا فلا أمل ان نعلن اننا حصلنا على استقلالنا ولو بعد ستين سنة .. و ليس من حقنا ان نحترم انفسنا ما دمنا لا نحترم شهداء الحركة الوطنية وشهداء النظام القايم من ،،الفتنة اليوسفية،، الى الخميس الأسود ..الى ثورة الخبز ..الى الحوض المنجني…وشهداء الثورة الذين سقطوا في نهاية ديسمبر 2010 بداية 2011 ….

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات