اريد ان يفهم سي جلول وزير التربية ان اصلاح التعليم لا يعني تغيير زمن العطل وإصلاح الشبابيك والأبواب والمراحيض وتنشيط الاقسام بموسيقى المزطول كافون ..مع اقناع بعض الناس بالتبرع لفائدة المدارس التي تعلموا فيها....
الاصلاح يا سي جلول هو رؤية متكاملة لتكوين جيل جديد قادر على فهم العصر وله من الكفايات ما يجعله قادرا على التفاعل مع المجتمع والسياسة والمساهمة في التغيير والتنمية… فماذا فعلت انت ؟؟
لقد قتلتنا بحواراتك التي تعمل فيها من حين لآخر على ابراز اهمية هذه الوزارة التي تتحكم فيها……دون ان تستعرض ما تريده من الجيل التونسي الجديد ما بعد الثورة ….والواقع فأنت لا تؤمن بان تونس عاشت ثورة فكيف ستؤمن بحاجتها لجيل جديد بكفايات تعليمية مغايرة.
اعلم ان تونس شهدت مرتين اصلاحات عميقة في التعليم قد نرفضها او نساندها فهذه قضية اخرى إلا انها اصلاحات حقيقية .
صنعت الاصلاحات الاولى جيل بورقيبة مع محمود المسعدي بداية من سنة 1958 والثانية مع محمد الشرفي ساهمت في تنشئة جيل ما بعد زعامة الرجل الاوحد والمجاهد الاكبر وذلك بداية من فاتح التسعينيات …..ويمكن للتاريخ ان نقول ان الجيل الذي حاول تنشئته محمد الشرفي جاء اغلبه مبتورا ..لان المشروع لم يتواصل لان بن علي اقتنع بضرورة ان يظهر جيل يطلق عليه جيل بن علي ….وهذا الجيل تم اقتلاعه من جذوره بسبب تجفيف المنابع الدينية ..وتركه يلاحظ في حرية كاملة مفاسد النظام وصعود عائلة منحرفة علنيا زينت لرؤية تافهة تحترم المال الفاسد وتروج له..والحمد لله ان الشباب ثار رافضا هذه العائلة وهذه الرؤية .
وكان من المفروض ان نشهد اصلاحات عميقة بعد الثورة وإسقاط الاستبداد …وإذا بنا نشهد مرحلة لإصلاح المراحيض وبلور الشبابيك وتسييج بعض المدارس وزمن العطل والأكل في بعض المدارس ….بأموال جلها من التبرعات .
نعم كان يمكن ان نصفق لهذه الترميمات لو كانت مرافقة لإصلاحات في رؤية التعليم ومنهجه الفلسفي والفكري اثر الثورة وهي مرحلة جديدة تتطلب جيلا جديدا ….
لكن كيف لسي جلول ان يصنع جيلا جديدا وهو يؤمن بان بن علي رجل دولة وان التجمع حزب متطور دون ان يعي ما تعيشه تونس بحق…وما حدث فيها من تغييرات عميقة في المسارات كلها…
سي جلول اذا كان بن علي رجل دولة فانك لا تصلح لإصلاح التعليم …..