اما التاريخ ..اما القيم..اما الارض اما العرض

Photo

لتذهب الى الجحيم من اجل الشيكات .

من الاخطاء القاتلة التي سقط فيها عدد كبير من المثقفين التونسيين انغماسهم الكلي في ضرب النهضة وعدم التفريق بينها وبين الاسلام و مهادنة اعداء شرسين قادرين على تدمير كل شيء ....من ذلك السكوت عن الرجعية في الخليج العربي وفساد انظمته..والسكوت عن النظام التونسي المنهار اثر هروب صاحبه الى السعودية .

وليس بالصدفة اختياره اللجوء الى هذا النظام....والسكوت عن كل الذين اجرموا في حق الشعب التونسي بل اصبحوا يدافعون عنهم ..ويعتبرونهم خبراء ومختصين ولو شاركوا في القتل والتعذيب وإسكات الناس بمن فيهم هم انفسهم زمن سنوات الجمر بدعوى ان الفساد السياسي والاستبداد والنهب والتهرب والتهريب اهون على البلاد من النهضة الاسلامية التي لم تفعل اي شيء لفائدة الاسلام بل هي بدأت تخسر انصارها لأنها لم تقف في اي لحظة منذ بداية الثورة لفائدة الاسلام .

وفضلت الانتصار الى النظام القديم على موافقة رغبات انصارها للبقاء في السلطة.. .والمعروف انها ساهمت في تمرير كل القوانين والقرارات التي اقترحها الندائيون والتجمعيون القدامى في المجلس التأسيسي وفيما بعد في البرلمان ....

ويمكن ان نجد الف مسالة اخرى اكدت اخطاء المثقفين الذين يناصرون الان كل الذين شاركوا في بناء الاستبداد ولو بالقتل ..طيلة الستين سنة الماضية ..وطبعا هذا لم يكن بلا ثمن مادي ...وهم ينسون انهم يدفعون ثمنا غاليا من تاريخهم ومن المواقف المشرفة التي خسروها كليا …

يكفي الان ملاحظة مساندتهم زيارة محمد السعودي المنشار لتونس بدعوى مصلحة تونس من اجل الصكوك المالية التي لن تدخل ابدا ميزانية البلاد انما ستدخل الجيوب الخاصة .. وطبعا اقول ذلك ان كان محمد ابن سلمان يحمل فعلا دفتر الشيكات معه….فربما يأتي ليهدد فقط..يهدد بالفضح وفتح الملفات ان تواصل حصاره وتهرئة سمعة ال سعود كما فعل ترامب الذي صرح قبل ايام قليلة ان اسرائيل ما كان لها ان تعيش ..وان تكون لولا السعودية ..

والغريب ان ذلك مر ..واهل الفكر والثقافة والتقدمية ..وحتى اهل التخلف والرجعية لم يعلقوا …ولم يحسوا بالصدمة التاريخية…

اسرائيل لا تعيش إلا بالسعودية وأهلنا يبحثون عن مصالح زائلة اما الارض ..اما العرض. اما القيم ..اما الاخلاق ..اما الرجولة ..اما التاريخ..اما الحرية .كلها الى الجحيم …الى الجحيم ……

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات