يا سادة عوض ان تضيّعوا جهودكم في البحث عن الواقفين وراء الاحتجاجات السلمية التي تحولت الى فوضى عارمة تتعب الامن وتخيف الشعب ..ابحثوا عن المتسببين في نزول الناس الى الشوارع... المواطنون مهما كانت مستوياتهم الاجتماعية وإمكانياتهم المادية ..ومواقفهم السياسية ورؤاهم الثقافية لا ينزلون الى الشوارع بلا سبب ..ولا يعرّضون حياتهم وحياة الناس الى الخطر اذا لم يكن هناك دوافع قوية...
ابحثوا عن هذه الاسباب..وابحثوا عن هذه الدوافع...وأوجدوا لها الحلول فورا .. وأقول بكل صراحة ..لا حل لكم إلا بتعليق قانون المالية المجحف في حق جيب الفقراء ..والمتعب جدا للطبقة المتوسطة التي تدهورت قدراتها ..ولم يعد بإمكانها ان تعيش.ولا ان تفي بالتزاماتها ...وحاجياتها الضرورية ....
كذبوا على الجميع عندما قالوا لهم الزيادات لم تشمل الزيت والسكر ..فهل فيكم من يوجه المواطن الى السكر الذي حافظ على ثمنه..انه غير موجود..وهل فيكم من يعرف اين يباع الزيت المدعوم ؟! ثم هل مازالت السلطة تصدق ان بتلك المواد المدعومة يعيش المواطن ....؟؟؟!! ما لا يقال هو ان كل ما يباع في تونس ..اعيد ...كل ما يباع في تونس..اعيد كل ما يباع في تونس يشهد ارتفاعات جنونية غير مبررة....واقول ارتفاعات .ولا ارتفاعا لان الزيادات اصبحت كل شهر او ربما كل يوم...الماء والكهرباء والصابون والجافال والخضرة و الغلال والنقل والدواء والأدوات المدرسية .....وحتى المسمار...
اليست هذه حاجيات و هي ضرورية .ولا يمكن التخلص منها او تأجيل استعمالها .... من لا يقول بذلك هم الذين يمتصون دماء الشعب .ولا يعرفون ما معنى الاسعار والأثمان..انهم في مواقعهم ويشغلون غيرهم ..للشراءات والبيع ولا يعرفون لا شارع ولا سوق ..ثم ان الفاتورات عندهم مهما ارتفعت في مقاديرها لا تقلقهم لان المسالة وأعيد عندهم مرتبطة فقط بامضاءات سريعة على الشيكات ...انها عندهم ارقام فقط..وعند المواطن الفقير او المتوسط هي عرق ودماء ومتاعب وأوجاع واحتقار ولامبالاة....
السلطة اليوم تستعمل نفس اسلوب الردود لستين سنة مضت..وتستعمل التهم التي تعودنا عليها في كل ظهور مشاكل وقلاقل في البلاد منذ ستين سنة .. الم يتعلموا بعد... مازالت التهم التي تفبركها سلطة بن علي اثناء الاحتجاجات والتي ابلغها الى التونسيين و الى المهتمين بالشأن التونسي في الخارج برهان بسيس وأمثاله من ابواق النظام الفاسد ترن في الاذان ..الم نتعلم ؟؟:!!!! كلنا يعلم انه لا يمكن لأي احتجاج اجتماعي ان يمر سلميا لان هناك من يستغل الموقف ..وهؤلاء الذين يستغلون الموقف ليسوا فقط السراق والمجرمون العاديون وجلهم صعاليك وجهلة وزطالون و مدمنون وقوادون ...هناك السراق والمجرمون والفاسدون الكبار ..وهم متعلمون و مثقفون احيانا ..
هؤلاء قادرون لا فقط على انزال الناس الى الشوارع ..ودفعهم الى السطو والنهب …لاستغلالهم في نشر الرعب ..وفي التغطية على الجرائم الكبيرة والنهب الكبير ..والفساد الاكبر … هذا يجب ان يكون معلوما ونقوله من جديد…. لا تستعملوا اسلوب بن علي وعبدالوهاب عبدالله وبرهان بسيس ونورالدين بن تيشة و…غيرهم انتهى الدرس يا غبي على الاقل غيروا الاساليب في الردود ..وغيروا التهم..وكلفوا مختصين في صياغة تهم اخرى ..وغيروا الوسائل ..فالوسائل التي بين ايديكم تهرّات …ولم تعد صالحة..
والأسلوب المفيد و الوحيد هو الاعتراف بالأخطاء والجرائم التي ارتكبت منذ قيام الثورة ..ومنذ انتصاب الحكومات الاولى والثانية الى الحكومة رقم تسعة وربما رقم عشرة ..كلها فاشلة..لان الذين يتحركون للتنصيب و التعيين هم انفسهم لا يتغيرون..وربما لم يتغيروا منذ السابع من نوفمبر لمّا تمت الاطاحة بالرئيس بورقيبة ..ولا يظهرون في الصورة .
وهم الذين احبروا بن علي على الهروب بطرق مختلفة.وهم الذين افسدوا مسار الثورة قصدا.وهم من نظم كامل عمليات الثورة المضادة …وبعضهم كان موجودا يوم 14جانفي للسيطرة على القصر والسلطة اثر توجه طائرة بن علي نحو السعودية …هم نصبوه رئيسا ..وهم الذين استغلوا ثورة شعبية شبابية حقيقية لإبعاده..والمسك من جديد بمقاليد البلاد…
المواطن العادي قد لا يعرف كل هذه الأشياء لكنه يحس بها ..وهو متضرر منها …. فاسألوا اهل البلاتوهات الاذاعية والتلفزية كم يقبضون ومن يحركهم ومن يختارهم …وهل هناك من يدعوهم الى ان يكونوا في خدمة الوطن ..او هم مدعوون فقط الى التلهية والتغطيات المفبركة لتمرير ما يريدون في السرية المطلقة..وان انفضح الامر فلا خوف..فقد تصوروا ان احساس الشعب قد مات بلغة اعلام فاسد…
واسألوا انفسكم من حاسبتم من فجار بن علي ورجال المافيا التي حكمت قبل الثورة واسألوا انفسكم من استفاد من قانون المصالحة …قبل المحاسبة .. واسألوا انفسكم من كان يحرض على قتل هيئة الحقيقة والكرامة واسألوا انفسكم من اضعف الهيئات الوطنية الدستورية التي لا تقوم بواجبها وكل اعمالها تمويهية بما فيها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ..انها لا تفعل شيئا غير الكلام…