فمن اتى به الى تونس باسم الديمقراطية والخبرة ؟! لا شيئ في رأسه غير الرغبة في التشفي في النهضة.. والنهضة قدمت كل شيئ لتكون حليفة النداء في الحكم.
الم اقل منذ سنوات انهم اوباش ..كذبوا علينا وقالوا بان الوزراء الذين اخترناهم في بداية الثورة هم خبراء وديمقراطيون ...نعم هكذا قالوا لنا والكثير منا صدقوا ....
هل سمعتم ماذا قال ياسين ابراهيم ..هذا الخبير الذي قالوا لنا جئنا به الى تونس لإنجاح ثورتها..وتخلى عن مرتبه العالي من اجل الوطن ...اعيد تخلى عن مرتبه العالي لخدمة الوطن ..نعم يخدمها وهو يدخل الى تونس بعد غياب عنها وزيرا خبيرا…
لقد قال سي ياسين بان السيسي رئيس مهمّ جدا لأنه اختار الامن على الديمقراطية وهو لا يعرف ان هذا الذي يشكره لم يختر الامن انما اختار الابقاء على مصالح العسكر التي هددتها الثورة بدخول مصر في مرحلة جديدة لتحرير نفسها من سيطرة العسكر الذين يملكون اكثر من اربعين في المائة من مقومات البلاد وثرواتها.
ولا شك ان ياسين ابراهيم يعرف ان السيسي لا يختار بين الديمقراطية والأمن في مرحلة حرجة ..انما هو عسكري فاسد..لا يحمل ذرة من الديمقراطية في عقله ولا ذرة واحدة من الامن في قلبه ..
وهو يعرف ان الامن في مصر اصبح مفقودا منذ ظهر في البلاد..القتلى كل يوم..والجرحى كل يوم..والنهب تواصل..والسرقات اصبحت علنية او تكاد..ثم افقد الاعلام حريته..وحول البلاد الى كتلة من التخلف والجهل والفساد...واضح ان مصر لم تعش يوما واحدا في امن منذ حلول السيسي على راس السلطة
فكيف لرئيس حزب خبير ..وصاحب تجربة سياسية في الحكم ..جاء اثر ثورة ان يعتنق الديكتاتورية ويشيد بها ..ويعشقها امام ما يراه من فساد … انه يقول ذلك فقط تشفيا في النهضة.....
فهل يعقل لخبير الله اعلم في ماذا هو خبير. ... ان يتبنى الاستبداد لا لشيء إلا لأنه يختلف مع النهضة ..ويخافها ...رغم انها استسلمت للتجمّع و لمتعد مختلفة معه في اي شيئ من زمان ..وها هي قد اصبحت حليفة للنداء..وليس النداء إلا حزبا نابعا من التجمع الذي تم الغاؤه بالقانون…
هل يعقل ان يتحرك ياسين ابراهيم ويتكلم باسم التشفي والحقد والكره هذا الرجل لا يصلح لان يكون حاكما حتى في بيته..
فهو مرتبك في مواقفه..ومرتبك في رؤاه..ولا ننسى انه جاء من الخارج ليكون وزيرا فلم ينجح في وزارته. دون ان ننسى انه اتهم بالفساد السياسي عندما استقدم شركة اجنبية بالمليارات لتعد له المخطط الاقتصادي الوطني ..وتونس تعتبر خبيرة في المخططات وقد نجحت فيها منذ الستينيات ولنا في هذا المجال خبراء مشهود لهم..وعلى كل ليس فيهم ياسين ابراهيم الذي جاء مباشرة من الخارج ليكون وزيرا..
ومن هنا لا بد من التفكير في ما حدث في القصر الرئاسي الذي سيطرت عليه قوة الى الان هي في الظل لتفرض علينا محمد الغنوشي وفؤاد المبزع..والخبراء من الخارج..وكلهم اثبتوا انهم ليسوا خبراء ..
انما هم مغامرون..والله اعلم من اختارهم..ليدخلوا الى تونس كلهم وزراء ..نعم وزراء ولا احد في تونس يعرفهم من قبل وليس لهم تاريخ من اي نوع لا في السياسة ولا في الفكر ولا في الثقافة ولا في الاقتصاد....