القت المخرجة التونسية الشابة ايمان بن حسين سؤالا اعتبر انه مهم جدا وعليه ان يبعث فينا التفكير
“من هم العرب الذين نقصدهم عندما نحن العرب نتحدث عنهم”
سؤال مهم جدا رايت ان اجيب عليه…
انا العربي.. والبقية اوباش… هكذا تعلمنا من بورقيبة الذي حفظنا منه جميعا ان العرب لو فهموا بورقيبة.. ولو اتبعوا رأيه لكان العرب في قمة الازدهار.. والعلوم.. وقيل بان تونس لا تكفيه وكان من الضروري ان يحكم العرب… وهكذا علمت الانظمة شعوبها… تماما كما فعل بورقيبة.. نحن والآخرون اوباش او كفرة او متخلفون او رجعيون او انعزاليون لا يؤمنون بالوحدة… الوحدة لا يفهمها إلا نحن… والبقية الطوفان…
كان غوار الطوشي يأتينا ويقدم مسرحيات يسب فيها كل العرب وتصفق كل تونس… لأنه يستجيب لطموحاتنا وأفكارنا التي لا تقبل بالعرب.. في حين انه يشتم التوانسة مع من يشتم.. فهو سوري من بلاد لا حرية فيها الحرية التي لديه مثلنا تماما وهي ان يسب العرب.. بمعنى ان الانسان السوري والعربي الطيب فسوريا هي العرب والبقية اوباش لا يفهمون.. وهكذا الامر في مصر.. هناك يعتبرون ان كل العرب مخطئون… ولو اتبعوا مصر لكانوا شعبا منتصرين وأقوياء… لكنهم خيروا الفكر الانعزالي لبورقيبة… وفضلوا.. فكر المتطرف صدام حسين… والمجنون معمر القذافي.. والطائفي حافظ الاسد.. وابنه بشار…
هكذا هم العرب للاسف !!!
انا العربي والآخرون الاوباش…
اما اذا تحدثنا عن الخليج في عهد بورقيبة فإننا نتحدث عن الجهل والتخلف والرجعية.. والفساد والقمار والجنس.. والتلاعب بالأموال في العالم… ويتقدم الزمن بنا وإذا بالسعودية تصبح الحاكمة بأمرها في البلاد العربية بل قادرة بأموال البترول ان تمارس الضغط على بعض بلدان العالم المتقدم… وقطر توجه الثورات بطريقتها وأموالها وإعلامها… والإمارات تعطل الثورات وتدعم بالمال والعتاد والمؤامرات اعداء الثورة.. وفي تونس وزعت كمشة مليارات قذرة لتعطيل مسيرة الثورة.. وقد حققت الكثير.. بل كانت تخطط لحرب اهلية من اجل اسقاط الثورة نهائيا ولو مات نصف الشعب كما حدث في سوريا…
وطبعا ها انكم ترون ما تفعل السعودية في البحرين وفي اليمن.. انها اصبحت تقتل العرب بلا سبب فقط للدفاع عن نظامها…
هؤلاء هم العرب… انا العربي الذي يفكر ويفهم.. اما بقية العرب فهم كلاب.
ولهذا ما ان تكون احدى البلدان العربية في ازمة او في ثورة او في حرب اهلية او يتم الاعتداء عليها خارجيا ترى المواقف الحقيقية تصدر.. وهي متناقضة وأحيانا عنصرية وتكفيرية ومظلمة.. وفي كلمة هي مؤلمة…
وفي تونس كم هي مواقفنا مجنونة وقذرة ومزعجة…
وطبعا مواقفنا مثل ثورتنا مخطط لها حسب الايديولوجيا التي غرسها بورقيبة فينا وهو كره العرب او على الاقل اعتبار التونسي افضل العرب… او نحن لسنا عربا وإنما العرب وافدون وتكون مواقفنا ايضا حسب الاموال المصبوبة او المنهوبة من هنا.. هم الان يتمتعون بها او هم بها موعودون… عليهم ان يسبوا او يشتموا.. الم ترى اعضاء من البرلمان التونسي سافروا الى بشار ليقولوا له نحن العرب معك.. والعرب الاخرون في تونس كلاب.. وظلاميون.. وهم الذين صدروا لك الحرب الأهلية ولا ننسى انهم حملوا معهم في حقائبهم صحفيين ومن ورائهم بعض المثقفين…
هكذا اذن نحن العرب…
اما العربي بالنسبة لي انا فهو الذي ينتمي الى الأرض العربية.. ويعتز بكونه عربيا… واعتبره مثلي تماما وهو مواطن عربي في بلاد عربية.. والأرض العربية عندي هي وطني وأدافع عن كل شبر فيها… كل شبر عربي اريد ان اشمه وان اقبله… ولو كان بيدي اريد ان احميه وأرعاه…
لكن اه يا اعضاء الانظمة العربية كلكم برجعييكم وبالمدعين للتقدمية وبالاشتراكيين فيكم وبالصهاينة الذين انغرسوا فيكم.. كلكم اوباش وخونة.. نعم كلكم منذ بداية الخمسينات والأمة لا تعاني التخلف والجهل انما تعاني الاكاذيب والخطب الرنانة المتناحرة… والادعاءات والدعاية… ومازلنا نعاني من بقاياهم.. وأحسن مثال لنا هم اهل السياسة والإعلام والثقافة مازالوا يكذبون ومازالوا يعيشون بأنفاس بورقيبة ويحكمون بأفكار بورقيبة.. وذهبوا الى بشار ليقولوا له بأننا لو استمعنا الى بورقيبة لما حدث فينا ما يحدث وهم يكذبون لان كل الانظمة الديكتاتورية فاشلة وها اننا نشهد انهم كلهم قد اخطؤوا وثارت عليهم شعوبهم…
لكن الانظمة الخليجية تحركت لتقسم الامة من جديد جماعة مع الثورات العربية وجماعة مع اعادة الامور الى نصابها… وما نلاحظه الان ان اموال الخليج وأفكار الاستعمار الغربي هو الذي انتصر… وللأسف ينتصر المال.. وخاصة المال القذر الذي لا يحس بالشعوب وآهاتها ولا بدمائها وضحاياها.. فقط يحس او بالأحرى يتحسس الجيوب… ويطمئن عليها.. والبقية تتلخص في طز… كذا الامر مع بعض المتغيرات الطفيفة منذ ان بدا الاستعمار يخرج من البلاد العربية… وهل تعرفون لماذا… لان الاستعمار لم يخرج إلا بعد ان شكل الانظمة التي يريدها. وغرس الثقافة التي تحمي مصالحه… ورأينا الاستعمار دائما يقوم بالمساعدة على قلب هذا النظام او ذاك لأنه لم يلتزم.. او لأنه لم يكن تلميذا جيدا…
ومازال العربي هو الاخر…