و عندما يخرج القتلة من السجون رافعين رؤوسهم لانهم دافعوا عن الدولة الشرعية باستعمال العنف الشرعي ولذا لا يوجد شهداء ولا جرحى انما مجموعات خارجة عن القانون قانون بن علي..
وعندما يتم ترسيخ الفاسدين والسماح لهم بقوة القانون الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. وعندما يدخل الثوار السجن وهم الذين لعبوا الدور الكبير في اسقاط بن علي وطغمته الاقتصادية الفاسدة..
وعندما تستمع الى نهضاويين يدافعون عن نداء تونس ويعتبره البعض منهم حزبا قادرا على تطوير الديمقراطية ..
وعندما يصبح العهر أمرا عاديا في تلفزاتنا وتأتي العاهرات لتصرخ عاليا بأنهن بريئات واعتدى عليهن هذا الشاب أو ذاك ويطالب هو بحقه في التحليل الجيني..
وعندما ترى بعض الاعلاميين الذين كانوا في خدمة عبد الوهاب عبد الله وكامل قصر قرطاج ويبيعون المعلومات للداخلية هم الآن المحركون الأساسييون لصدارة السياسة والسياسيين..
وعندما ترى الخيانة مشروعة والمناضلون الذين صدقناهم يدافعون عن الحق الاسرائيلي..
وعندما تستمع الى برنامج سياسي يقوده من نعرف حقيقته يستضيف شيخا تجاوز الثمانين كثيرا وهو عضو في المجلس التأسيسي يقول انا لا أحب التونسيين الذين يدافعون عن فلسطين..
وعندما ترى أن الكثير من المؤسسات الاعلامية يملكها أناس أموالهم مشبوهة حتى لا نقول اننا نعرف انها منهوبة..
هل يحق لنا أن نسأل.. عن أي تربية نتحدث؟
هل من حقك انت ايها الولي أن تواجه ابنك وتقول له ان الزطلة فساد وان السرقة فساد وان الرشوة فساد وان الكذب فساد وان الاعلام القذر فساد وأن الخيانة فساد.. هل من حقك أن تدافع عن المبادئ والقيم كيف يكون موقفك وابنك يقول لك كفى.. انظر يا والدي الى الحقيقة.. ان الفساد هو المهيمن وان المفسدين هم الذين بخططون للبلاد والعباد وهم الذين بيدهم أن يوجهوا البلاد حيث يريدون وهم الذين اقنعوا الشعب بأن الثورة كانت مجرد حلم تافه أنهاه محمد الغنوشي وفؤاد المبزع والباجي قائد السبسي وإكمال تشويه الحلم المجلس التأسيسي بإلغاء مشروع اقصاء الفاسدين..
ماذا تقول ايها الولي هل تستطيع أن تدافع عن نفسك وعن مبادئك.. وأنت ايها المربي هل تستطيع أن تمارس التربية الحقيقية وتدافع عن الحق والحقيقة وتناضل ضد الفساد والرشوة والتجاوزات والظلم والنهب والتعذيب.