اكتب كل يوم مقالا او اكثر في نقد اوضاع تونس المتردية بسبب الفساد الاسود والأكاذيب القذرة والسياسات الطالحة ..وفي نقد المجتمع الذي اصبح يخسر كل دقيقة تمر عليه المزيد من خصوصياته الثقافية والحضارية ويخسر المزيد من قيمه الانسانية المتميزة وسلوكياته الجميلة ..
واكتب في فضح الاشخاص الفاسدين..وخاصة في مجال الاعلام الذي تحول الى اوعية الزبالة الدعائية ..وفي البرلمان الذي سقط في سوق النخاسة.. وانقد بها الحكومات التي لا تستقر بسبب مزايدات السياسات.ونزوات السياسيين اكتب بفرحة ..واكتب بحرقة .. اكتب بغضب واكتب بهدوء ... وكثيرا ما اصاب بالإحباط عندما احس بان لا فائدة في ما اكتب وفي ما اقول ..
وارى ان مجتمعنا يزداد كل حين انزلاقا نحو الهاوية..و يزداد غرقا في الماء الاسن القذر . واكبر احباط يؤلم القلب ويلحقه بالمصابين بالأمراض المزمنة عندما ترى الفاسدين وكل تونس تعرفهم ما يزالون في الصدارة فاعلين سلبا ومؤثرين مقرفين ..وعندما ترى انهم وأمثالهم في البلاتوهات يتحدثون بإعجاب عن الرئيس الهارب وعن رجاله الذين بنوا منظومة المافيا ..و اغرقوا النظام الحاكم في الاستبداد و الفساد..
فقد كان من المفروض ان هذا النوع من البلاتوهات ممنوعة بالقوانين التي* يكفلها الدستور ويعاقب بالسجن كل من يشيد بالساقطين سياسيا وأخلاقيا وكل من يمدح خصوصيات الطحين والمختصين فيه..وكل من يعلن ان البلاد كانت افضل وان الثورة كانت جريمة وانه لا يوجد شهداء انما مجموعة من الرعاع والباندية ماتوا برصاص العسكر والشرطة حماية للمجتمع والأمن ..
انتم لا تعرفون بماذا احس وأنا ارى برهان بسيس ...ونورالدين بن تيشة يحكمان وأي دم احس بطعمه في فمي وأنا ارى كل يوم وجوه اللوح التي صنعتها معامل عبد الوهاب عبد الله ووكالة الاتصال الخارجي..
ولا يمكن ان تتصوروا مدى قوة الاحساس بالموت ..وخروج الروح الى السماء…وأنت ترى الحكومات تجتمع مئات المرات وبمختلف انواع الخبراء لاستنباط قوانين جديدة لضرائب جديدة واداءات اخرى تفرض على المواطنين العزّل لتغذية الميزانية ببضعة مئات من المليارات في حين ان الالاف منها بين ايدي اللصوص والناهبين ولا احد يقترب منهم …
وآلاف اخرى في ايدي رؤوس الاموال بأموال البنوك والضرائب ولا يدفعون اقساطها…..لان الذين يحكمون الان هم انفسهم حكام الامس الساقط …