طه حسين الأعمى .. والوجوه القبيحة ..

Photo

اذا اردتم أن تتأكدوا من جديد ان السياسيين في تونس قد فقدوا المصداقية كليا ...عليكم وببساطة النظر في وجه ذلك العائد الى نداء تونس بعد خروجه المدوي بأقاويله وتصريحاته وانضمامه الى شق عدو الباجي وعدو حافظ ثم خروجه من الشق بتصريحات مدوية ضد زعيم الشق ولا الزعيم المنشق لان هذا المصطلح ينطبق على السياسيين الحقيقيين اصحاب المبادئ والقيم ..ألم تلاحظوا انه فاقد لكل ما تبقى للسياسي من قيمة ان كانت له قيمة ....الم تلاحظوا انه يقطر ذلا ومسكنة ......ولم يكن هذا العائد واحدا انما هو متعدد في اشخاص اخرين .....

وان النظر الى العائد او العائدين الى نداء تونس الذي لا يعنيني في شيء يعطي فكرة تفصيلية عما فعل وعما قال منذ قامت الثورة .... فهو يتلون حسب الموقع وحسب الظرف وهو يغير جلده من مستنقع الى مستنقع قبل الدخول منها وبعد الخروج....

انه النموذج الحقيقي للسياسي التونسي اليوم ..فقد تبين انه متصف بالتقلبات المتواصلة والتشقلبات المختلفة والسياحة بين الأحزاب والمنظمات وإجراء علاقات مع رجال الاعمال والعمايل وقد رأيتم ماذا فعلوا في المجلس التأسيسي ..وماذا يقترفون الان في البرلمان ..والتصريحات الزاخرة بالاتهامات المتبادلة بين أعضاء البرلمان اصبحت علنية…

فقلد توضح ان السياسي التونسي بلا ادنى مصداقية ولا ابسط احساس بالمسؤولية فلا ينشط بمبادئ ولا يتحرك بإخلاص ولا ينخرط في أمر ما بقيم ... فلم يأت الى السياسة من باب الروح المسؤولية على الذود عن الثورة ..وحماية الوطن ولا هو جاء للدفاع عن قضايا تهم الناس او تهمه هو شخصيا ...انما شعاره الاساسي هو…

،، مد يدك الى الشجرة واقطف ما وصلت اليه حسب طولك و حسب قدرتك على القفز والمراوغة ،،،،

ولا تخف لا حساب فلا احد يحاسب ... ولا عقاب فلا احد قادر اليوم على اصدار عقاب من اي نوع كان على السياسيين وحتى خدمهم من الاعلاميين ..ولا فضائح فالإعلام كف عن الاستقصاء والتحقيقات الصادقة منها والوهمية والمفبركة بعد ان انتصب الحكم الذي اطمئن اليه الجماعة اياها ..وهي الجماعة التي قادت الثورة المضادة و التي جعلت من سياسيينا شخشيخات في ايدي الأطفال.....وان حدثت حملة عليك من اي نوع كان لا تقلق كثيرا انما هي موجة وتمر ...بل قد تزيد هذه الحملة او تلك من مراتبك لدى من لا يرى من اجل الحكم غير المفسدين ....

لقد اصبحوا مجرد دمى متحركة تتلاعب بها الايدي الخفية... وهي في الواقع لم تعد خفية تماما ...والوجوه تحت الجلد بدأت تسقط اقنعتها فلا شيء بعد الان يزعجها او يخيفها من اللاعبين في البلاد ..... بكل اطيافهم وأطرافهم ..... وبكل فسادهم ..وحتى لا نكون ظالمين بكل من دخل النضال السياسي بتاريخهم الناصع او التاريخ المشبوه فيه…

اذن لا تتعب نفسك...ولا تبحث طويلا...ولا تنتقل من بلاتوه الى اخر…

انظر فقط الى وجه العائدين الى نداء تونس وهو حزب حاكم بدعم من النهضة وستفهم كل شيء ...وأيضا ستحس بالقرف.. وقد تصاب بمرض التوحد عافاكم الله ..توحد اختياري حتى لا ترى وجوههم فتكره الحياة....

اذكر هنا حادثة طريفة في حياة الكاتب العربي الكبير طه حسين طيب الله ثراه ...فلقد عينه الملك فؤاد وزيرا للمعارف لينفذ سياسته الجديدة لنشر التعليم وفرضه بالقانون... ولإجراء بعض الاصلاحات على برامج التدريس في المنظومة التعليمية الأزهرية فقامت قائمة الازهريين ..ونظم طلبة جامع الازهر مظاهرة حاشدة امام وزارة المعارف...وكانوا يهتفون لا بد من اسقاط هذا الوزير الأعمى......ليسقط الوزير الاعمى...ليسقط الوزير الأعمى.....

وكان طه حسين العظيم صاحب نظرية اجبارية التعليم في مصر يتابع حركتهم ويستمع الى اصواتهم من مكتبه في الطابق الاول من البناية التي مازالت الى حد الان وزارة للتعليم والتربية.... فخرج اليهم من الشرفة المطلة عليهم وخاطبهم في هدوء الثابت ... قائلا.... ،،، احمد الله اني أعمى حتى لا ارى الان وجوهكم القبيحة ..،،،،،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات