النهضة

Photo

انا ما كنت يوما عدوا للنهضة أو مرابطا للحرب عليها أو متفرغا لنقدها ...أحاول دوما أن أكون متوازنا في مواقفي منها.. وأنا في كتاباتي تعاملت معها كما أي حزب سياسي في البلاد. ولم أحس يوما واحدا أنها حزب ديني. ولا هو حزب مخيف يمكن أن يغير نمط الحياة في تونس.

وما حدث من كوارث في بدايات الثورة يمكن أن نسجله في خانة الانفلاتات المتطرفة من عدة جهات وخاصة من حزب أنصار الشريعة. فضلا عن عمليات قذرة قام بالتخطيط لها وتنفيذها فاسدون من الذين كانوا في حماية بن على والطرابلسية تبدو انها من عمل الاسلاميين المتطرفين لنشر الرعب من النهضة..

قضيتي الأساسية دائما وأبدأ هي أن أكون ضد الفاسدين.. وفضح المستبدين العائدين إلى الصدارة ملتحفين بالحرية التي يكرهونها ويلبسون ثوب الديمقراطية التي ترعبهم. واليوم أتوجه إلى القيادات في النهضة.. بالسؤال التالي:

هل تساءلتم لحظة واحدة ما إذا قدمتم أي شيء أسعد الشعب وجعله يعتبركم أساسيين في حياته و لا سببا من الأسباب التي تخيفه على مستقبله؟!

وأسال:


• هل حصنت النهضة الثورة أم تركتها لقمة سائغة لضربها…؟!

• هل تحالفت مع الشباب الثائر الذي قدم دمه لإسقاط الديكتاتورية في اقل من شهر يمكن أن نصفه بشهر الغضب الأكبر أم تحالفت مع كبار المستبدين وحماة المفسدين.؟

• هل برزت لحظة واحدة منذ هروب بن علي الى اليوم بالدفاع عن الفكر الاسلامي والتشجيع على تطويره مع الدفاع عن المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد والتعذيب والتقتيل في أي نقطة وخارجيا… وهل كانت اسرائيل والقضية الفلسطينية في بال النهضة وسياستها منذ أن حكمت أو شاركت في الحكم؟!

• هل حاربت الفاسدين أم تحالفت معهم …؟!

• وهل فتحت الملفات الكبرى للفساد …؟!

وهل يعقل أن يظهر قيادي كبير مثل عبد اللطيف المكي على الشاشة في حوار طويل مع برهان بسيس وهو يعرف من هو برهان بسيس مما يدل أن النهضة لا تعالج قضية الفساد وهي تطبع معه بسهولة تامة.

ما الذي جعلها تقف مع الباجي والقروي.. ولا تتحمس للشباب الذي أسقط أعتى الديكتاتوريات ووجد نفسه بلا شغل وبلا حضور سياسي ولا أحد قربه …ولا أحد فكر فيه فتواصل تهميشه كليا. وهو اليوم محبط جدا وقد يثور من جديد بعد أن ضرب ضربته الإيجابية مرتين لكنه يجد أنه أول الخاسرين. وفي الضربة القادمة لن تكون النتائج طبعا كما تعودنا.

لو ركزت النهضة على الشباب التونسي كله هل كانت ستجد نفسها اليوم واقفة على أرضية زلوقة هشة لا تستطيع أن تشكل حكومة وكل الاحزاب تتصرف معها لا كشريك بل كعدو..

أعتقد ان النهضة في حاجة إلى أن تقرأ تجربتها منذ ان هرب بن علي من الثورة الى اليوم.. وتسأل نفسها: ماذا قدمنا للشعب التونسي؟!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات