الصراع بين نقابة التعليم الثانوي والحكومة وبين الاساتذة والأولياء تشحنه جماعات فاسدة تخطط لضرب التعليم العمومي لصالحهم و ينشطه التوافق السياسي لمنع اصلاحه حتى يسقط بناء الجمهورية الثانية للإبقاء على الوضع الستيني.لم يعد الحكام الان راغبين في تحقيق اي تقدم على درب التغيير ..اما الثورة فقد نزعوها من «امخاخهم » لتنتصر الثورة المضادة .
للأسف ان التعليم يصبح لعبة نارية خطرة ببن ايدي اناس يمكن ان تنفجر في اي وقت .واللعبة هي صناعة خبراء مختصين في اعادة النظام الفاسد الذي اسقطته ثورة دموية قطرة قطرة….
هذه الخطوة ختمت مرحلة انهاء نفوذ الهيئات الدستورية وتعطيل الروح الثورية في الدستور ومرحلة المصالحة مع الفاسدين بلا محاسبة ..لتبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة ضرب التعليم عن طريق خبراء بن علي في تدمير التعليم ومنع اصلاحات ممكنة لنشر ثقافة القبول بالفساد من خلال تعليم بلا قيم بدعوى التحديث..و العمل على تبضيع الثقافة عن طريق خبراء معروفين في السيطرة على الحياة الثقافية لنزع روحها وإغراق البلاد بالتظاهرات التي لا تخلف اي اثر ايجابي في المجتمع…
اما الجمهورية الثانية التي تحدثنا عنها بفرحة كبرى منذ الايام الاولى التي تلت هروب بن علي ..فلقد تاكد ان الاستبداد قد سقط نهائيا و انفتحت امامنا كل الظروف ..وكل الاسباب لقيام الجمهورية الثانية التي تنفتح على عصر جديد…ورؤية سياسية جديدة تتميز بديمقراطية حقيقية تعتمد على احترام القوانين ..وتقدير دولة القانون اعتمادا على الحرية والعدل .
وكل الذين يحكمون الان ليست لهم رغبة في ارساء دولة القانون بل يسعون الى تنفيذ قوانين تعود بالبلد شيئا فشيئا الى مربع قديم ….طبعا لن يكون بلا حرية ..لكنها حرية مزيفة شعارها هو
»» انت تقول كل شيئ..وتكتب ما تريد ..اما انا افعل كل شيئ ..ولا شيئ يمنعني… ««
وهي ديكتاتورية مقنّعة ..قد تكون اخطر من الاستبداد الواضح…