انما تجمع الوثائق والحجج بما بها يعرف المواطن حقيقة ما جرى
مرة اخرى ...ان هيئة الحقيقة لا تكتب التاريخ ...وليس من دورها كتابة التاريخ ....انما تبحث عن الحقيقة من خلال الوثائق التي لا يعرفها احد او التي لم تدرس جيدا او لم تدرس اصلا ..ومن خلال ما تعرض له بعض المواطنين من انتهاكات.
لكن للأسف ما ان تعلن الهيئة انها عثرت على ما يؤكد تجاوزات صرخ الحاكمون القدم انها تحرف التاريخ وتشوه بورقيبة. لنفهم اذن..هدفهم واضح جدا ألا هو ..لا تبحثوا عن حقيقة ..لقد كانت الستون سنة الماضية فترة نبوة وقداسة.. .لا مساس بها !!!
وان اردتم اشتموا القران والإسلام وشوهوا تاريخ الاسلام...واخرجوا في مظاهرات صاخبة ضد الثورة والثوار والشهداء. فهذه تدخل في باب الحريات ...اما ان تبحثوا عن الانتهاكات في عهد بورقيبة فهذا خط احمر لان عهد بورقيبة كان عهدا نبويا لم يدخل فيه احد للسجن ولا كانت هناك دهاليز في وزارة الداخلية ..ولا تعذيب ولا دم ..ولا هناك الهوارب .ولا برج الرومي..ولا سجن الناظور…
كلها اكاذيب لتشويه بورقيبة ..ولا كانت هناك فتنة بورقيبة يوسفية ..ولا قتلى و لا ملاحقات ...ولا كانت هناك معارضات ولا محاكمات..ولا كانت هناك سجون للرافضين للتعاضد ..ولا انتحر احد..ولا كانت هناك اضرابات للمطالبة بالرفع في الاجور.ولا كانت هناك ايام سوداء مع اتحاد الشغل وخلافات دموية مع الحبيب عاشور ولا انتهت هذه الخلافات بالإضراب العام ...و بالخميس الاسود ومئات القتلى..و مئات الجرحى وآلاف الاعتقالات وعشرات المحاكمات …
ولا كانت هناك انتفاضة الخبز ولا كانت هناك مئات القتلى ..فقط كانت هناك «هيانرجعو وين كنا « .... فأهل السياسة من المتنفذين الى حد الان ما ان يسمعوا بأي ملمة عن فترتهم المقدسة يتحركون بقوة بمؤرخيهم ايضا ..وهم عندي المؤرخون الرسميون .....ويتهمونك بالرغبة في تقسيم البلاد وضرب الوحدة الوطنية ..ولا يكتفون بذلك بل يحركون بعض الشبان الذين تم تكوينهم في المدة الاخيرة على الباطل عن طريق جمعيات وجدت خصيصا لتغييب التاريخ و عدم تغيير ما رواه الزعيم رحمه الله ..
فلم يحدث في الستين سنة الماضية إلا ما يدعم الحقوق والحريات ويرسخ الديمقراطية ...وكل من قال غير ذلك فهو حقود وعميل ويصطاد في الماء العكر...وقد كبرت الفجيعة لديهم ما دفع رئيس البلاد الى التحرك ..ومقابلة مؤرخ......والبقية مفهومة ...وأهداف اللقاء مفهوم....وها ان المؤرخ يتهدد ويتوعد بأنه سيرد على كل من يقول بما لم يكتبه الحزب الدستوري وبما لم يسجله التاريخ الرسمي على طريقة الكتابة الصيّاحية …
وها هي السيدة عبير موسى ورجالها قالوا بأنهم مستعدون ان يدخلوا السجن مائة سنة ولا نترك هيئة الكرامة تمس شعرة من بورقيبة .
والغريب ان الاحزاب والمنظمات من التي نعرف ان عناصرها ومؤسسوها الذين اصبحوا سياسيين محترفون و الذين كانوا لا يتنفسون إلا بكتابة الانتهاكات والعمل على الترويج لها حتى دوليا ..سكتوا...لا لشيئ إلا لأنهم يرغبون في ان يربحوا في الانتخابات القادمة اصوات من كالوهم العذاب وساموهم كل انواع الانتهاكات و وأذاقوهم كل انواع التجاوزات ..ونسوا ما حدث لهم ...وبلعوا السنتهم .. المهم ان ينجحوا في الانتخابات البلدية .
ان اناسا من هذا القبيل هم انفسهم كاذبون .. وهو ايضا م ن انصار الاباطيل ...ولا فرق بينهم وبين من انتهكهم ..ما دامت المصالح هي كل شيئ عندهم.
ان المصلحة الفاسدة لا يحب ان نقبل بها والمصلحة اذا نسيت تاريخ اصحابها تحولت الى قاذورة من القاذورات .
ولذا انا شخصيا ادعو الى اختيار القائمات المستقلة ..بشرط ان لا يندس فيها جماعاتهم …و جماعاتهم معروفون .