الماشينة قالوا جت تمشي بالرنة يا وومة....

Photo

يتساءل الكثير منا ...اين اصحاب تلك الحملات الاعلامية الساخنة والتشويهية التي كانت تقام ضد بعض الاحزاب التي تعتقد انها مساندة للثورة والأشخاص الذين شاركوا والمنظمات وجمعيات المجتمع المدني التي ظهرت رد الثورة لمساندتها ... مستغلين اي شيء يبدو مريبا..مشتغلين على اي خطا ولو كان بسيطا ليست له تبعات لا اقتصادية ولا اجتماعية منتبهين لأي انحراف ولو لم يظهر للعيان وليس له اي تأثير على المجتمع…

وهم اذا ما لم يجدوا اي امر يستندون اليه لتنظيم حملاتهم المريعة فإنهم يفبركون الأخبار ..ويصنعون الأكاذيب وينتجون الأباطيل ..ويؤلفون القصص المقرفة والروايات المريعة والترهات المضحكة..للتغطية عن حدث مهم ..ولتعمية الناس وتغليطهم وتوجيههم الوجهة التي يريدها اولئك الذين يخططون لأمر ما للبلاد..فأقاموا مصانع وأجهزة اعلامية لا عمل لها إلا تضخيم التافه وتكبير الصغير وتسمين الهزيل من الاحداث والأخبار والأقوال والتصريحات…تتولى تصيد اي شيء …وإذا لم تجد صيدا وفيرا تشتري الطريدة وتعلن انها اصطادتها….

نعم الناس حائرون اين تلك الحملات ..وأين الماكينة الجهنمية التي دمرت العقول وشوهت الناس وفبركت ما عطل مصالح الناس ونشرت الخوف من الناس انفسهم وجعلت الناس يمهرون حدث ولن يصدقون حتى انفسهم وهذه الماكينة قد تكون واقفة وراء عمليات الاغتيال التي هزت البلاد ولم تقعدها الى الان….

اين هي هذه الماكينة…

انا اقول ببساطة. ….

ان هذه الماكينة لم تذهب في حالها ولم تمت انما هي موجودة وتنتظر اي امر لتعود بشكل ربما اقوى واشد…انما في المدة الاخيرة ومع قيام حكومة الشاهد تأكد للماكينة وأصحابها انهم انتصروا .على الثورة والثوار .وقتلوا اهداف الثورة وانهوا كل علاقة تذمرهم بما حدث من 17ديسمبر 2010الى 14جانفي 2011….

نعم انتصر الجماعة وهم بعدد وفير ..ويتصرفون في اموال عديدة ..بل اموالهم تولد كل حين كلما انفقوا منها الكثير ..لان الممنوعات والتهريب والمخدرات ازداد التعامل معها زمن انفلات دواليب الدولة وهياكلها ومؤسساتها ..وانتشرت ثقافة.،،،،، كول ووكل…وكول بسرعة وخوذ بايك على بكري وحط يدك في مل الجيوب ..واستعمل الحدود برا وبحرا وجوا..وتعامل مع المافيا وانسى القيم والأخلاق والمبادئ وقل دوما انها ليست من الحداثة ..تحرك بسرعة وخذ ما تصل اليه يداك..تحرك بسرعة فمن يدري قد يأتي من هو ثوري بالفعل ويكون عارفا بكل شيء فاهما لكل ما جرى فتبدأ الثورة بحق ويبدأ الجماعة في المرور امام المحاكم الحقيقية والقضاة المخلصين لعملهم في العدالة والحق وديوانة نظيفة وصادقة وامن صالح وسريع الحركة وموظفين مؤمنين بالبلاد والوطن ورقابة اقتصادية فايقة .وقباضات لا تقبض في الخفاء واداءات تدفع في الابان ورخص تذهب الى اصحابها الحقيقيين…وطبعا مع برلمان ليس العوبة ..وهيئات وطنية في الاعلام والانتخابات والقضاء والدستور ليس لها امامها إلا القسم الذي ادلت به من اجل خدمة الوطن…

بعد تكوين حكومة الوحدة الوطنية التي ليس لها من الوحدة غير الترسيخ العائلي وتقوية الصداقات الشخصية والترضيات والاسكاتات …،،، بعد قيامها اصبح واضحا ان الحكم استتب للجماعة ..وان السلطة كاملة سقطت من جديد بين ايديهم واطمأنت قلوب التجمعيين التي كانت خائفة من المحاسبات وهدأت دقات قلوب الفاسدين من جماعات الطرابلسية وبن علي وهم كثيرون جدا والمواطنون لا يعلمون لان البلاد اليوم تتحدث في كل شيء إلا في فساد بن علي وليلى زوجته وأخوتها الابالسة وأصهارهم المجرمين ..وخدمهم في السياسة والتهريب وإقامة الشركات الوهمية والمؤسسات الاعلامية التي نعرف كيف تم بعثها ومن يقف وراءها ..وها هي تمارس نفس التوجه الذي اقاموها من اجل تحقيق هذا التوجه وذلك للاستجابة للشباب الطرابلسي الجديد .

وبالتالي تأكدت جماعة المافيا ان كل شيء بأيديها …كان لابد من ان تهدا الماكينة ،،،،،
الماكينة لن تشتغل ضد نفسها اليوم…ولن تحارب الحكومة إلا من خلال تنشيط صراعات وهمية صغيرة ليعتقد المواطن انه يعيش في بلاد ديمقراطية وقد تشتغل الماكينة ضد كل من هو منهم وبدا عليه بعض الاستقلالية او الرجولة وعلى الماكينة ان تسحقه.. فمن يدري… الثمرة تصنع دودها داخلها….ولذا الانتباه ضروري …

وأنا اكتب هذه المقالة تذكرت اغنية راجت في تونس اثر دخول القطار الى منطقة حوض الفسفاط في الجنوب وذلك في نهاية القرن التاسع عشر..وهي تعبر عن دهشة الناس من الماشينة او الماكينة التي رأوها لأول مرة…خافوا منها او استبشروا بها حسب مصالحهم واهوايهم وثقافاتهم ….تقول الاغنية :

الماشينة قالوا جت تمشي بالرنة يا وومة….
والماشينة قالوا مشت تمشي على السكة يا ممة ….

وفعلا تمكنت هذه الماكينة من تغيير كل شيء لأصحاب المال …وأتعبت السكان وجعلتهم طويلا في مناجم الموت والحقارة والحقرة والفساد …وتنمية ثروات الاغنياء من الفرنسيين وقت الاستعمار ثم لم يتغير شيء مع التونسيين اثر الاستقلال..

هل نفسر اكثر…..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات