الفاعلون في الحكم يسعون الى تبرئة سمير الوافي بكل الطرق وبوادر اطلاق سراحه واضحة المعالم الان .. في حين انهم يسعون الى وضع النائب ياسين العياري في السجن بعد ان فاز في انتخابات المانيا ..دون ان يتساءلوا ان كانوا قد اخطؤوا في فهم الدستور ام لا ....
فالدستور يقول بان ياسين العياري نائب ..ولو لم يؤد القسم ...وبالتالي لا يمكن محاكمته الا بعد تادية القسم ورفع الحصانة عنه ..فكيف سيواجه القضاء هذه المسالة الاي تعتبر قضية حقيقية ..لعبت فيها السياسة دورا كبيرا....
انا شخصيا احترم القضاء ..احترمه كثيرا وأتمنى ان لا يقع في هذا الخطأ في فهم الحقوق التي يتمتع بها النائب المنتخب وكيف يسكت النواب امام هذه المهزلة ؟؟!!
وأين الهيئة الوطنية للانتخابات ...كيف تسمح بترشح من تعلقت به قضية عدلية مدنيا او عسكريا ...وكيف تعلن عن نتيجة فوزه دون ان تنظر في السجلات في المحاكم ..وفي وزارة الداخلية ...؟!!
لقد اعلنت شخصيا ومنذ زمان اني لا اعترف بهذا البرلمان ..ولا احترم اعضاءه...وها انهم امام امتحان كبير..لم ينجحوا فيه ولم اسمع إلا صوتا واحدا عبر عن انزعاجه الكبير من محاولة الزج بياسين العياري في السجن وهو نائب منتخب..والقانون ينص على انه نائب يتمتع بكامل حقوق النائب وواجباته منذ اللحظات الاولى التي تأتي اثر اعلان اسمه فائزا في الانتخابات .
فهل يدفعون المواطنين الى سحب ثقتهم في الهيئة الوطنية للانتخابات ايضا..وخاصة ان الهيئة لم تتكلم رغم مرور اكثر من يومين على ما اعلنه النائب من ان محاميه ذكروا له انه متهم..وستتم محاكمته قريبا جدا…..
والسؤال الان ..من هم هؤلاء الفاعلون في الحكم ؟؟
طبعا هم الحاكمون بأمرهم من كل المشاركين في الحكم والسلطة على الاقل لأنهم لم يتحركوا في الابان لمنع حدوث هذه القضية التي تطرح اشكالا قانونيا … فهل تعرفون من يقف وراء هذا الفساد في الفهم والتنفيذ … ؟؟
لن يكون غير ذلك الذي قال بان القبض على سمير الوافي هو اعتداء على حرية الصحافة.وأصدر بيانا في هذا المعنى اثر القاء القبض عليه في القضية الاولى.
وبعد سجنه مدة بان لنا ان سمير اقترف «قضايا أخرى ..ومنها حصوله على رشوة من سيدة وعدها خيرا من اجل تمتيعها برخصة بيع الخمر . ..ولم يصدر بيان من احد من السياسيين الحكام او المساندين لهم او المعارضين للحاكمين..ولا الهيكا قد عبرت عن انزعاجها من وجود شخص فاعل في الاعلام …وفي قناة واسعة الانتشار له كل هذه السلوكيات .بما يؤكد انهم جميعا راضون على الابتزاز الذي مارسه سمير وبما يعني انهم راضون على الرشاوى التي قبضها .
فهل ان هؤلاء هم الذين انتظرنا ان يحترموا الثورة..وان يحرصوا على تحقيق اهداف الثورة …. يا خسارة يا اولاد الثورة ..وشهداء الثورة!!
يا خسارة ايها الذين ناضلتم ضد الديكتاتورية ثم اصبحتم اكثر فسادا منها ولو بالحرية ..فانتم تؤمنون بان الحرية هي ان نقول ما نريد..وانتم تفعلون ما تريدون …
في حين ان الحرية الحقيقية تعني ان تنظروا في امر القول لدينا وتحققوا فيه…ثم تتخذون القرار وفق الحقائق التي تحصلون عليها ويكون الجمهور الواسع مطلعا على كل الاجراءات التي تم اتباعها للوصول الى الحقيقة .
لكنكم للأسف تتركون الحرية جارية بلا معنى …ولا حقائق..ولا تحقيقات ..في نطاق نظرية قديمة فاسدة هي ان تقولوا ما لا يرضينا وان نفعل ما لا يرضيكم…..