قضية لغة في اعلامنا وسياستنا وجوه اللوح....وجوه الخشب

Photo

احفظوا هذا التشبيه واستعملوه عند الحديث عنهم حاشاكم..... .... كنا في السبعينيات والثمانينيات نشتم الاذاعة والتلفزة بنعت كل ما يصدر عنها باللغة الخشبية ..فما يقال فيها كلام فقد معانيه..وهو كلام من خشب ..خشبي غير صالح إلا للاحتراق...وكنا نسعد كثيرا عندما يظهر بعض الاعلاميين او المنتجين بلغة فيها بعض امل في احداث تغيير ما على الاقل على المستوى اللغوي....

لذلك مثلا احببنا ما يقدمه الكاتب محمد المصمولي صاحب القصيدة المضادة في برامجه الثقافية مائة بالمائة منها ما تسمعه اليوم تقراه غدا....ومنها اعلام في الاذاعة..كما اننا احببنا ونحن شباب لغة المنتج خالد التلاتلي رحمه الله وهو صاحب برامج ثقافية ايضا....وكنا ايضا نحترم ما كان يقدمه الصحفي الذي يتولى كتابة النصوص المرافقة للأشرطة الوثائقية وهي اما ثقافية او سياحية...او اجتماعية.

وإحقاقا للحق كنا ايضا نتهم انفسنا ونحن في الصحافة المكتوبة بكوننا نستعمل اللغة الخشبية التي يكرهها الناس ...وكنت احمد الله ان 90بالمائة مما اكتبه شخصيا هو ثقافي بحت يخرج عن كونه من الكلام الخشبي والقراء كانوا يقبلون عليه..وقد اكون متهما باللغة الخشبية ولا ادري... اما اليوم. .وبعد الثورة تحديدا فإننا خرجنا من اللغة الخشبية واعترف بذلك …

إلا اننا صنعنا عوض اللغة الخشبية وجوها خشبية..وهي في لغتنا الدارجة « وجوه اللوح « ... نعم كنا نمتعض من اللغة المستعملة وهي المدح والتطبيل..والتعاليق الفارغة والحرث في الماء والكذب ...وإذا بهذه اللغة تغيب وسط سعادة الجميع...وانتظرنا الخير العميم لإعلامنا في اذاعاتنا..وتلفزاتنا ...وإذا بكمشة من الاوباش من جماعة عبد الوهاب عبد الله يتصدرون المشهد في وقاحة لا وجود لها في العالم....و يستجيبون للصوص ورؤوس الاموال الفاسدة ليكونوا في خدمتهم لأنهم في حاجة الى نشر الاكاذيب والتخويف من الثورة والسخرية من الثوار وتجريم الشهداء وجرحى الثورة وتكذيب ما حدث..وسب كل من كانت له علاقة بإسقاط النظام المستبد ورجاله الفاسدين الذين كانوا منهم يتمعشون بدعم الديكتاتور او بصناعة الديكتاتور........

وعمل وجوه اللوح...ووجوه الخشب...ووجوه الحطب على اعادة الفاسدين الى الحكم ...والإشادة بهم ومناشدتهم للعودة..ومدحهم على اساس كونهم خبراء في الحكم والإدارة ...بل انهم روجوا مقولة فاسدة ترى ان حاكما فاسدا قادرا على الحكم افضل من حاكم « على نياتو »..لا يفهم في الحكم وهو جديد...فتكثر اخطاؤه...وربما يتسبب في ضياع الاموال العامة و ويفسح بغبائه او صدق نواياه المجال للصوص للعودة بقوة لان الحكام لا يفهمون في التصرف المالي وإعداد الميزانيات ..وصرفها في الاوجه الصحيحة وإنفاقها حسب عناوينها...وهو كثيرا ما كان كذبا وافتراء...

وعوض ان يساعد الاعلاميون على تكوين حكام جدد باحتضانهم ومسايرتهم..والإشادة بما يمكن ان يقدموه للوطن فإنهم اربكوهم ووضعوا العصي في عجلات الحكم… هؤلاء الاعلاميون لم يتغيروا ….بل مع الايام تم دعمهم بمنشطين جدد اكتشفنا مع الايام انهم افسد من القدماء في الفساد..ويبدو انهم لم يمروا على الشاشات إلا بعد ان علموهم ..ودربوهم على جعل الناس لا يكرهون الثورة بل يكرهون انفسهم….فقد جعلوا الناس بالأكاذيب لا يطيقون اي شيء جديد في البلاد فيناشدون القديم…

فأثناء الثورة..واثر هروب بنعلي كان الهدف الاول ملاحقة المناشدين لإطالة حكم بن علي…وأصبحت جريمة كبرى يعاقب عليها القانون ..قانون الثورة فكانت تونس كلها تكره المناشدين والمناشدة المنافقة الكاذبة… لبقاء بن علي في الحكم الى غاية 2019 وربما كانوا اليوم سيناشدونه للبقاء اكثر..من ذلك…فها ان طبقة قديمة جديدة في الاعلام والسياسة تطلب من الباجي البقاء في الحكم والترشح للانتخابات الرئاسية 2029…بمباركة وجوه اللوح…وجوه الخشب…وجوه الحطب الصالحة للاحتراق… هؤلاء المنافقون من الاعلاميين والمنشطين والسياسيين والمثقفين ..من جمهورية الثقافة والإعلام والسياسة الجديدة ليسوا غير وجوه اللوح….. وجوها للوح…وجوه الخشب….رددوا معي …انهم وجوه اللوح….انهم وجوه الخشب….

لنستعمل هذه الصفات الجديدة عند الحديث عنهم ولا فقط عند الحديث عن لغاتهم ولهجاتهم فقط…. انا اكره وجوه اللوح…. انا اكره وجوه الحطب… ولا اقبل بوجود الوجوه الخشبية التي دمرت كل شيء جميل في البلاد….وها انهم اليوم يستلطفون شيئا ما النهضة لأنهم تأكدوا انها ستبقى في الحكم طويلا.. يستلطفونها ليبقوا هم على قلوب الجميع…انهم بالفعل وجوه اللوح…ألا يأتي رجل فيعتبر هذه الوجوه محروقة او هي للحرق فيبعدهم….لقد كرهنا وجوه اللوح…وجاء الوقت لأحالتهم على الصمت او التثليج….اي وضعهم في الفريجيدير كما كان يقال عادة عندما يحيل احد المسؤولين بعض معارضيه او بعض الخاطئين على غرف الفريجيدير….

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات