يا ناس انا فين..... يا علا انا فين ؟!!

Photo

نحن نتحدث كل يوم ومنذ سنوات ان الشعب ضحية ايام سوداء أرست جرائمها الثورة او الانتفاضة او الانقلاب ..قولوا ما شئتم..المهم ان كلنا يتحدث عن جوع وفقر وأزمات وأجور غير كافية وأمراض لا تداولها ..ومدارس لا نقدر عليها ..ومصحات غالية وإفلاس خرافي .

طيب...انا موافق

انا موافق ... والله موافق ... طيب انا مساند… والله مساند هذه الأفكار والمعلومات بل انا روجت منها الكثير .. لكن هل هناك من يوضح لي ما يحدث في البلاد… يا ناس أكاد اجن ما أريد أن تعرضه عليكم حيرني .. إنه يكاد يصيبني بالجنون. تجولت في الأشهر الثلاثة الأخيرة في اربع مدن..واحدة في تونس الولاية والثانيةبولاية بنزرت . والثالثة والرابعة بولاية نابل فماذا رأيت؟

رأيت الازدحام على المغازات الكبرى ..والفضائيات التجارية الضخمة والخلاصات الفردية بمئات الدنانير ..ورأيت الدكاكين مزدحمة في المراكز التجارية ..وهي ذات أسعار ملتهبة تصل الملايين ..ورأيت المكتبات والأسواق التي تعرض ادباش التلاميذ مزدحمة.

ورأيت المصحات مزدحمة وأنا الذي مررت بها مرتين في حالة خطرة...ورأيت النزل والفنادق مزدحمة بالتونسيين..وأشهد الاقامات من العمارات والشقق والفيلات الصغيرة او الفاخرة يتم تسويغها بالملايين في الاسبوع الواحد..

وهناك فيلات يتم تسوغها بعشرين الف دينار في الشهر .. ورأيت المقاهي مزدحمة بالإناث والذكور..و "البين بين" ورأيت الأموال تخرج من جيوبهم كأوراق الأشجار في الربيع....والصيف… ورأيت المطاعم مزدحمة وهي لا تقترب في الأصل لغلائها... ورأيت الدكاكين المختصة في الاكلات مزدحمة ..المداخيل عندها بالملايين.ورأيت الملايين أمامي تدفع في المصحات …

وإليكم هذا النموذج الحي

دخلت صباحا باكرا إلى مقهى حديثة متطورة البناء والتجهيزات في قليبية..وأذا بها مزدحمة بالناس..وفي كل طاولة او اثنتين او ثلاث عائلات كاملة ..ويطلبون ويطلبون ..والفاتورة للفرد الواحد قد تتجاوز العشرين دينارا ...ولأني في تلك الجهة عدت بعد الظهر وإذا المقهى يشتغل مطعما ..وبعد ان رأيت في الصباح عشرات الدنانير تخرج من الجيوب رأيت هذه المرة مئات الدنانير تخرج من الجيوب بل رأيت الشيكات تمضى وتوقع....ولا أحد يناقش او يحتج.

وفي البحيرة بتونس رأيت البدل الرجالية بآلاف الدنانير..ورأيت الفساتين النسائية بما يمكن ان تشتري به قطع الموضوع من أحل فستان او حتى سروال ورأيت الأحذية بمئات الدنانير...والناس يقبلون على التواقيع العالمية بل أنهم يحصلون على الحجوزات قبل وصول البضاعة.

من هؤلاء الذين يقفون في طوابير أمام المفاوضات العامة لاقتناء قوارير الخمر والبيرة التي يباع منها سنويا بما الشركة الكبيرة أغنى الشركات لا في تونس فقط بل هي من أغنى المصانع في المغرب العربي وإفريقيا..

من هؤلاء الذين يدفعون الملايين يوميا لاقتناء الخمور ..وتدمير الحانات الصغيرة والكبيرة في المدن من هؤلاء الذين نراهم بالألاف لا يحصلون المال اي حساب… من هم هؤلاء … هل هم أجانب ..؟! يا علا. يا علا . انا فين ...بربكم انا فين ؟؟!!

وأنا اتساءل

لان جرايتي التي تصورت أنها طيبة تكفيني وجدت أنها لا تفي بيوم واحد مما أرى ورأيت ..وكما شاهدت وأشهد.... كيف أفهم هذا الوضع كيف أبقى غير قادر على نفقة ما أراه لدى موظف في بنك او في مصحة او في مؤسسة تأمينات ..او في شركة كهرباء او بناء او إليكترونيك....او في مصنع المرطبات على ذكر المرطبات من أولئك الذين يقفون في الطوابير في كل المناسبات لشراء القاطو.... ..ويخرجون محملين بالمغلفات..والمأكولات بآلاف الدنانير.

من اين هم؟

اليسوا من تونس ؟

بلى هم من تونس ومنهم آلاف التونسيين بل مئات الألاف هم الآن ينفقون أموالا مهولة وغريبة .. فهل ان هناك من يوزع من ورائها الأموال وللعلم أني رأيت بعضا من تخبرنا ...في هذه الأجواء… ورأيت ايضا ممن يقولون أنهم مهربون وبنكاجيون..الفلاحون وتجار من ولايات صفاقس والقيروان…

هل يجب ان اذهب الى المناطق الريفية حتى أشهد الميزيريا ..نعم ان الميزيريا هناك...لا شك في ذلك لكن هل ان آلاف الناس الذين ينفقون بلا حساب هل يرونهم...وأولئك الذين يذهبون إلى السياحة في طبرقة وعين دراهم وينفقون بلا حساب .هل يكتشفون الفقر في الجبال..او حتى في سفوحها من تلك الولاية... .

نعم ولا شك أن الفقر موجود …

لكن من هؤلاء الذين ينفقون بلا حساب في كل مكان من المغازات والفضائيات والمراكز التجارية وأركان الإنشاء والتواقيع العالمية...عرفنا البعض ...ولا نعرف الآلاف بل يبدو هم بمئات الألف يتنقلون الآن بين المدن السياحية او حتى المدن الداخلية ..من هؤلاء ...من يعرف ؟!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات