خسارة يا معارضات زمان خسارة..لأننا احترمناكم .. .ولا شيئ فيكم يدعو الى الثقة بكم ....

Photo

من المؤكد انك ندمت على عمل مشين اقترفته في حياتك ..انا ندمت كثيرا كثيرا لاني كنت احترم المعارضة في عهدي بورقيبة وبن علي.بل كنت احس بالنقص تجاه كل المعارضين من كل التوجهات لأنهم فعلوا ما فعلوا ضد النظام .. اليوم اكتشفت ان اغلبهم من اليساريين والإسلاميين ومن المعارضين الديمقراطيين لم يكونوا غير طلاب سلطة وحكم من قبيل« تنحى جانبا لاجلس« ..

فها هم جميعهم بمفهوم جميع الرؤى ولا جميع المعارضين في الحكم بشكل او باخر ..فماذا فعلوا غير انتاج الخراب والتفقير ونشر المزيد من الجهل وترسيخ الفساد كثقافة اجتماعية جديدة .. استمعوا الى نماذج من المعارضات القديمة التي نجدها اليوم في الحكم ….من الطيب البكوش الى حمة الهمامي.. ..استمعوا الى لطفي زيتون او الى عماد الحمامي ستكتشف انك كنت مخطئا اذ احترمت النهضة في يوم ما…. .

واستمع الى سمير بالطيب ستصاب بالغثيان اذ انك في يوم ما كنت ترى اليسار بمنظار الاحترام…والتقدير .ومن المؤكد انك كنت تحترم سي ناجي جلول…ورأينا كيف كان يتصرف في وزارة التربية الى درجة انه تركها راكعة ساجدة تسبح في اخطائه .فقد كان مهتما باصلاح المراحيض دون ان يتجاوز عشرة منها في حين انها غير صالحة بالمئات . .

ومن المؤكد انكم وقفتم على بعض مستويات معارضين اخرين هم اليوم مختفون لأنهم يحتلون الان سفارات وقنصليات. ..ومن المؤكد انكم استمعتم الى احمد نجيب الشابي في المدة الاخيرة وهو يعبر عن رغبته في تكوين حزب معارض جديد .. .

ولا بد انكم تابعتم ما يريده سي عبيد البريكي وهو يفكر في جمع اليسار من جديد..وماذا قال …وماذا فعل هو لما تم تعيينه وزيرا للوظيفة العمومية …. ولا يمكن ان تنسوا ان عبيد البريكي« المعارض »ترك تونس تغلي كالمرجل ورحل الى الامارات بحثا عن مئات الملايين مكافئات له عن عمل جديد ارتمى عليه بعد ان لعب دورا كبيرا في ارباك البلاد التونسية وهي تخرج بصعوبة من ثورة دموية ..

وطبعا لا ننسى ان عبيد البريكي كان مساندا لنظام بن علي ..ولم يتحرك ضده إلا بعد ان سقط اكثر من مائة قتيل … وللتذكير فقط….. فقد تمكن بن علي منذ الساعات الاولى من حكمه اثر الانقلاب على بورقيبة من ان يستخدم بعض المعارضين اليساريين والبعثيين (محمد الغرياني كان بعثيا) في ترسيخ نظامه..وتوطيد اركان المافيا التي اتى من اجلها …

كنت انذاك اتابع انهيارات المعارضين واحدا بعد واحد ..لكني كنت اقول لا يجب ان نصاب بالإحباط فليست كل المعارضة قد انجرت الى فساد بن علي والتنظير له ..وجعله واحدا من اباطرة حقوق الانسان في العالم .. وكنت اقول مع من يقول و يتمنى « وسيأتي اليوم الذي نرى فيه المعارضين الحقيقيين في الحكم فينشرون العدل والديمقراطية ويرسخون ثقافة الحق والحقيقة ويتعاملون مع المواطنين بالصدق والنظافة ونكران الذات من اجل الوطن .. »

وقامت ثورة دموية اسقطت اعتى المستبدين في العالم العربي والإسلامي وسعدنا بها جميعا ..و عبرنا عن فرحتنا بكل الطرق …واستبشرنا خيرا من اجل تونس جديدة ثائرة وفاعلة ومنتجة وعادلة وصادقة وباحثة عما حدث في الماضي ومن هم المجرمون الذين اساؤوا للناس والعباد ..ومن زعماء المافيا والفساد فماذا اكتشفنا ..

اكتشفنا بمرارة ان الحكام الجدد في البداية جلهم من المعارضين ثم كلهم من المعارضين لم يكونوا غير اجهزة فاعلة لتدمير الثورة وإنهاء اهدافها ..واستغلال النفوذ للإثراء السريع والمشاركة في شق مسالك جديدة لإعادة النظام القديم الى الحكم وفرض كل القوانين التي ابعدت كل امل من اجل التغيير لفائدة الشعب وخاصة الفقراء منه…..

وها انتا نرى اوضاعنا كيف هي والحكام هم من التجمع القديم المنهار والتجمع الندائي الجديد الوصولي الفاسد والنهضة القديمة المعارضة والنهضة الجديدة التي تمد ايديها للفاسدين وتساندهم بقوة …ومن اليسار القديم الذي لم يغير ثيابه الطلابية الرعناء واليسار الجديد الوصولي المتطلع للفساد ..والنقابيين الذين ساندوا بن علي عشرين سنة ثم تخلوا عنه في اخر لحظاته الساخنة الدامية الحمراء . .

هؤلاء كلهم يحكمون مع الباجي ..وان كان الباجي يقول دائما «انا ما نحب يحكم معايا حد »..وهو يحكم الان وحده بالاتفاق الصامت من الاخرين …. انا نادم اذن اني كنت احب المعارضين كلهم واحترمهم …إلا اني احمد الله اني لم اكن منتميا لأي كان منهم ..

كما اني لم اكن من التجمع الدستوري ..ولا كنت معارضا معلنا ..واحمد الله اني لست من المساهمين في هذا النظام الهجين الذي افسد الثورة .. وعسى ان تعود الثورة الى مساراتها على ايدي ذلك الشباب الثائر الذي يعرف كيف لا يسلم في ثورته ولا يتركها ليستأثر بها الاوباش ……..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات