ما يزعج حقا في تونس ليس فقط الفساد والمفسدين ..فهؤلاء امامك اما ترفضهم وإما تحتقرهم وإما تنسق معهم وإما تتعامل معهم بدعوى ان السفاهة عمت ولا حل لنا ولكم إلا ان نصبر على فسادهم او ان يتخلى البعض منا عن قيمه ومبادئه ويرتبط بهم بدعوى انهم خبراء وهم وحدهم القادرون على انقاذ اقتصاد البلاد.
وقد خبرنا الطرابلسية وعرفنا فسادهم..ودخل اغلبهم السجون ثم خرج من خرج..وبقي البعض الاخر منهم في انتظار قانون المصالحة معهم دون محاسبة. وبعضهم الاخر هرب الى الخارج وهم يعيشون عيشة الملوك…والسؤال هو كم عددهم في النهاية….و عددهم نسبيا ليس كبيرا..إلا ان ما لهفوه هو الكبير جدا…وهو يمثل مبالغ يمكن مقارنتها بميزانية البلاد..
لكن لنواصل الاسئلة :
كم عندنا من شخص الان مثل الطرابلسية؟ وكم هم الذين نرى انهم اخطر منهم…؟
وكم هم اولئك الذين يعملون الان على نشر الفساد والرذيلة من اعلامهم..من كتاباتهم…من تحركاتهم ..ومن تشجيعاتهم لنوع معين من الكتابة والأدب والمسرح والسينما والموسيقى والغناء والرقص…
الطرابلسية ذهبوا بالنوق والبعير..وجاء من عوضهم بالهامر والسيارات المصفحة …وما تزال ملفات كثيرة مطروحة امام المحاكم والهيئات الدستورية ذات العلاقة بمكافحة الفساد..وأصبح رقم الفاسدين بالآلاف ..وأصبح الكثير من نواب الشعب الذين تم انتخابهم من الطبقة المتوسطة واليوم هم من اصحاب الشقق الفاخرة في الاماكن الفاخرة…ومن اصحاب السيارات الفاخرة..بعضه بمئات المليارات .
طيب هؤلاء عرفناهم وخبرناهم …والموقف منهم ينبع منا وحسب ظروفنا وأخلاقياتنا….والمشكل الاكبر ان بعض المفسدين والمتخصصين في الدفاع عن الفساد والضحك على سياسات مقاومة الفساد يتحدثون بطلاقة وبوقاحة وصفاقة لا قبلها ولا بعدها صفاقة..الم تسمعوا برهان بسيس وهو يقول نعم كنت مع بن علي وأخذت اموالا من بن علي وقمت بالدعاية لبن علي ..اما بن علي هم افضلكم وأشرفكم..وهو رجل دولة…ويضحك من مكافحة الفساد ويعتبر الفساد امرا عاديا..وإذا ما طالبنا بالإصلاح يضحك…ايضا..
فإذا كان ارباب الفساد اصبحوا قادة الاعلام وقيادات سياسية فمن سيصلح ماذا ومن سيصلح من ؟؟؟!!!
المشكل الكبير الاخر لا يكمن اليوم هنا …انه يكمن في من نتصور انهم مع الحق وهم مع الباطل… اولئك المنافقين الذين اذا تكلموا كذبوا وإذا عانقوا خنقوا وإذا احتضنوا غمدوا خناجرهم وإذا ترشحوا لمنصب او عضوية لجنة او هيأة باسم العفة والشرف اشاعوا الرذيلة والفساد في البلاد.
والمشكل ايضا في اولئك الذين يظهرون ما لا يبطنون…يدافعون عن الديمقراطية وهم اعداء لها .
والمؤلم ان هناك نساء في صدارة الحوارات والمناقشات والنضالات من اجل المرأة وهن في بيوتهن قابلات للإهانات والفساد وصامتات …بل خائفات..ويرتعدن من كلمة طلاق..او من غضب الازواج… يدافعون عن المرأة وينتصرون لها..ويناضلون من اجلها ويكتسبون الشهرة والرزق من هذا الدفاع …..في حين ان المرأة في بيوتهم ذليلة مستعبدة .محتقرة….سواء كانت زوجة او اختا او حتى اما فضلا عن العاملات والموظفات في البيوت ..واعرفوا بيوت من !! وتأكدوا ان ذلك ايضا موجود في البيوت المتوسطة .
بل الطريف ان ابناءهن اذا ما احترموا زوجاتهم اجبرنهم على الرجولة من منطلق عمره ألاف السنين…فهل تعلموا ان واحدة تدافع دوما عن المرأة ولما تزوج ابنها فتاة مثقفة وقوية الشخصية جعلت حياة ابنها جحيما ولم تسعد إلا لما افشلت هذا الزواج…طبعا هذا هو نضالها الحقيقي
في حين ان هناك نساء لا يعرفن النضال من اجل المرأة يعملن بكل الطرق على اسعاد انفسهن وازواجهن وأبناءهن ..و نكتشف في النهاية انهن المناضلات الحقيقيات…
والكثيرات من المتصدرات للمشهد في البلاد مجرد مغرمات بالظهور والنجومية و هن لا يفعلن غير اشاعة النفاق بالثرثرة… والأخطر ان نساء مدافعات عن حق المرأة في الميراث بالمساواة هن اللاتي يشجعن ازواجهن على اكل ميراث اخوتهن الذكور حتى يغضن لوزاتهن طبعا تعرفون ما معنى اللوزة..في مجتمعنا..تأكدوا انها مازالت تعاني من زوجة شقيقها الويلات وما زالت اللوزة ايضا تحارب زوجة شقيقها لعدم التوافق…وهكذا…
كما انهن يشجعن ازواجهن على افساد الميراث لصالحهم رغبة منهن لتقوية شوكتهن بالأموال الحرام والمؤلم ان هناك نساء مدافعات عن الحق ..وحق المرأة بالأساس هن صامتات تجاه ا اشقائهم الذين يأكلون ارزاقهن بل هناك من كن سعيدات بهم. . ..وهم يشجعن اشقائهن على ان يأخذوا الميراث لما جما ..بدعوى انهن متزوجات ولا يحتجن للميراث.. …..
انك لا تفهمهن ان كانت منافقات ام ضعيفات ام كاذبات وهن لا يرغبن إلا في الظهور ….
كم ان منسوب السفاهة والنفاق والكذب والفساد قد ارتفع ..فمن اين نبدأ من اجل الاصلاح..من اين …