هذا اليوم غرة أكتوبر ..سجل وفاة فنان كبير جدا عاش القرن كله بكل أحداثه ..بتفاصيله ..بكل كوارثه بكل افراحه.....بسلامه المهدد دوما ..وحروبه العديدة حبها وألم. قال هو كلمته فيها .
إنه شارل ازنفور الذي غنى لنا ..غنى فوق ركح قرطاج...قبل سنوات قليلة جدا .... لقد ووضع على كامل تضاريس هذه الدنيا بصماته في الغناء والموسيقى والشعر..وفي السياسة أيضا..وفي نضالات الشعوب المضطهدة ....مثل شعبه الارميني الذي عانى طويلا من العثمانيين ..واليهود الذين ساهموا في ذبحتم وفيما بعد حملوا العثمانيين كامل الجريمة .
هو من أروع المطربين الغربيين في النصف الثاني من القرن العشرين ... كان من عالم اديث بياف التي قال عنها أنيس منصور بكونها أم كلثوم العرب ..وان كانت أم كلثوم اعظم منها صوتا وأعظم كيانا ..
هو أمريكي فرنسي من اصول ارمينية… وهو مناضل على عدة جبهات ..قال لا للنازية وكافح كل الذين اشتركوا في ذبح شعبه الارميني ...وفضحهم..وشهّر بهم في كل أنحاء العالم..وبالتالي ساهم في جعل قضية الأرمن قضية إنسانية ...اممية.
ابدأ لم يكن يوما محايدا تجاه ما تعيشه فرنسا ..وما يمر به العالم من أحداث كبرى .. كل ذلك مع صوت قوي وحنون ..صوت ملائكي ..كان ينجح كثيرا في إيصال غنائم إلى القلوب ..ربما لأنه شاعر..وملحن أيضا … إنه محمد عبد الوهاب العرب...في الغناء. وعلي الرياحي تونس في صوته و في تفاعله مع الأحداث التي يعيشها الشعب التونسي. هو مطرب الحب والثورة هو فنان ذو تاريخ طويل.
توفي في الرابعة بعد التسعين...ولم يكن في المدة الأخيرة غائبا عن الحفلات ..فقد غنى الى آخر لحظة من حياته الثرية .
وداعا …
وداعا يا من كنت مطربنا الغربي في شبابنا …واليوم كلنا فوق الستين ..والكثير منا يقترب من السبعين ..وهو بالنسبة للشيوخ ما فوق الثمانين كان مطربهم أيضا لكني لا أدري مدى تقبلهم له…..في البدايات في عصر الأجهزة التي لا تبلغ الصوت الجميل كما تبلغ الموسيقى والشعر…