من حق محمد الكيلاني استقبال راشد الغنوشي في بيته وقد جاءه مهنئا بزفاف ابنه

Photo

أتفهّم بصدق موقف محمد الكيلاني رئيس الحزب الاشتراكي ... فما هو رائج انه لما اعاقه المرض عن الفعل لم يجد أصدقاءه وأكثرهم على اليسار ووجد المساعدة على اليمين. لقد عاش سي محمد الكيلاني تجربة مريرة ملخصها : » ما أكثر الأصدقاء ايام القدرة والرخاء..وما اندرهم زمن المحن والأنواء«......

أتفهمه لاني مررت بنفس التجربة

قلة من الأصدقاء كانوا معي في محنتي..ومحنتي التي عشتها كانت كبيرة ومؤلمة ومتعبة....فلقد اجريت عليّ عملية جراحية خطرة لى القلب المفتوح تحت ضغط الزمن .. وغاب جل الأصدقاء بعضهم... والبعض هنا كثير من أصدقاء العمر كله .. وكنت سعيدا اني قدمت لهؤلاء او أولئك خدمات اعتقد انهم إستفادوا منها حينيّا أو مهنيا طول حياتهم .

وهم يعرفون جيدا أني لم اطلب من اي كان منهم اي نوع من الخدمات ..لقد كنت مكتفيا بنفسي وبعملي الذي عددته بجهودي ونشاطاتي التي ابدأ لم تفلّ من عزيمتي....

و لم أر الى جانبي زملاء كانوا أو هكذا اعتقدت اعزاء عندي كنت أضعهم في عيوني كلها ....محنة كبرى مررت بها لم أجد وقتها زملاء قضيت مهم اكثر من ثلاثين سنة في دار الصباح او في الإذاعة والتلفزة او في الالكسو أو في دور الثقافة بالعاصمة وضواحيها ..وفي مهرجان الأدباء الناشئين الذي أسسته وإدارتها ربع قرن كامل...والمشاركات مات للأسف الشديد..وكان من اهم التظاهرات الأدبية الشبابية في تونس ومن خلاله ظهرت تظاهرات مماثلة في كامل الجمهورية....

و لما تعبت في المرة الثانية وتعبي كان خطرا لم أرى إلا الأصدقاء القليلين الذين وقفوا معي في المحنة الأولى ..ولم أرى زميلا واحدا إلى جانبي في المصحة أو في المستشفى او في بيتي ..وبعضهم عملت معهم أكثر من ثلاثين سنة جنبا إلى جنب..

اي أصدقاء .. وأي زملاء هؤلاء ..

لذا فإني أدعو كل الذين تسيّبوا على الكيلاني ان يؤمنوا ..وعليهم ان يتساءلون قبل كل شيئ ..هل كانوا معه ايام محنته ..وستكون ان بعض رجال النهضة هم الذين وقفوا إلى جانبه ..

وعليهم أن يفهموا ان محمد الكيلاني لن يكون نهضاويا على الاطلاق بزيارة راشد الغنوشي له..ولن يغير مواقفه من عبد اللطيف المكي لأنه كان إلى جانبه لما كان وزيرا الصحة .

فما حدث هو أن العلاقات الانسانية يجب ان تكون قوية بين الناس في السراء والضراء ....والموقف السياسي يمكن ان يتغير ..نعم هذا وارد ..لكن ما حدث لمحمد الكيلاني ليس تغييرا في مواقفه إنما أصبح أكثر عمقا في مواقفه وعلاقاته بالآخر ..فليست السياسة هي المحددة للعلاقات الإنسانية أتفهم هذا الأمر نهائيا ....

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات