يموت كاتب كبير الراحل محمد يحيى ذاكرة تونس الادبية والثقافية ..عاش فترة التأسيس للثقافة ما بعد الاستعمار ..وشارك في قيام الاندية والمنتديات والجمعيات الثقافية الهامة منها نادي القصة الشهير و اتحاد الكتاب التونسيين ومجلة الفكر قبيل اعلان الاستقلال التام ومجلة قصص فيما بعد ...وشارك في بناء اللحان الثقافية ونشر اكثر من 15 كتابا في القصة والرواية والمقال ..و المذكرات .. مات ولا حديث عنه ..ولا حتى خبر في قنوات الاذاعات والتلفزات إلا في بعض المواقع والصفحات الفايسبوكية .... رحل في صمت وكانه ما عاش ولا اعطى ولا كان شريكا في بناء الدولة والثقافة …
فقط تحركت بعض اقلام اصدقائه بعد وفاته بيوم ...ولولاهم لكان الظلام المطبق حوله كما قبره.... ومات تمساح بجريمة واحد متوحش اكثر توحشا من التمساح نفسه اما كان مأمورا او مخمورا ..او في قلبه مرض فيهتز اعلام البلاد الذي يقوده اوباش البلاد وكارهو الثورة والحق والحقيقة ..وبكوا على التمساح بدموع التماسيح كما فعلت السنطوحة مريم بلقاضي …
فتحرك الاعلام العالمي والمنظمات الحقوقية المختصة في حماية التماسيح وفي حماية الحيوانات المهددة بالانقراض .واهتز الاعلام العالمي ..ومرت جريمة نظام بورقيبة وبن علي المتمثلة في نهب 90مليار دينار على مدى خمسين عاما في الصمت الكامل ولا حديث عن هذا النهب وكأنه لم يحدث........
وكيف يتحدث الاعلام في شيء هو جزء منه اي انه كان دوما شريكا بمؤسساته وبعض صحفييه في النهب والرشوة وشراء الضمائر.. يموت كاتب كبير فيذهب في صمت ويموت تمساح فتهتز الدنيا …الدنيا كلها … لا تقولوا لي تلك هي الدنيا..تلك هي الحياة بل قولوا تلك هي دنيا الفاسدين …تلك هي حياة الاوباش لا ترضى عنها القيم الانسانية والأخلاق العالية والاعراف الاجتماعية بها…
وعندما نقول ذلك ونعلن الحقيقة ..حقيقتهم يغضبون ويتهمونك بأنك لست وطنيا لأنهم يفهمون الوطن هو ان تكون شاكرا لهم مطبلا لفسادهم فكيف تقول بان تونس فيها دنيا الفاسدين ..بل تونس نظيفة وقد قال واحد من كبار المستبدين في عهد بن علي وهو حامد القروي ويعاضده الهادي البكوش وكمال اللطيف والحبيب عمار بان تونس عرفت انظف حزب وأنظف حكام والتجمعيين كلهم نظاف .وينسون انهم شاركوا في محاولة اغتيال بورقيبة بالسم …ثم قلبوه امنيا وعسكريا ووضعوه في السجن ليحكموا …وبعد ثورة عادوا يحكمون ….يزعجهم موت تمساح ولا تتحرك شعرة في مفارق رؤوسهم الشيباء لموت كاتب كبير …