الفساد تعوّدوا عليه وربّوا ابناءهم على تقبّله ولذا نحن نتحدث عن الفساد بحسرة وتوتر وهم يعتبروننا كمشة مجانين او جهلة او حاقدين ولا يرون في الفساد شيئا مقلقا او مزعجا ..فهو عادي عندهم....يضعون ايديهم في اي خزينة ومن يعترض يجب ان يعاقب ويسجن ويعذب وقد يعدم لأنهم لا يعرفون مقاماتهم.
فمنذ خمسين سنة وهم يعتبرون ان البلاد بلادهم .وان الدولة دولتهم. والوزراء منهم والأغنياء منهم .وان اموال الضرائب اموالهم وأموال القروض اموالهم ..وان الدولة دولتهم مناصبها من حقهم وأراضيها متاعهم والسفرات ولدت معهم فلا سفير إلا منهم ومن اصحابهم.
اما القوانين فهم الذين اصدروها .و لا تنطبق عليهم انما وضعوها لتركيع الشعب.... هؤلاء لا يعرفون معنى الفساد ..فهم اذا ما سرقوا مثلا يعتقدون انهم وضعوا اموالهم في جيوبهم اما الفاسد عندهم فهو الذي يعترض عليهم وعلى تجاوزاتهم.
فان حدثتهم بصدق قالوا انت معارض ومريض وتصطاد في الماء العكر وغير وطني ومنظم في جمعية غير مرخص فيها تهدف الى تدمير البلاد و التعاون مع الاعداء والتجسس لصالحهم ..
وطبعا تكون الاحكام من سنة سجنا الى الاعدام اما هم فهم انبياء ..انقياء …اتقياء والوطنية تنبع منهم وتشع من عيونهم .. و بعد الثورة الدموية بمئات الشهداء عادوا بنفس الشعارات انقياء…. اتقياء … انبياء… .خبراء ..عادوا بالأبناء ليكونوا وزراء وسفراء ….وخبراء طبعا منها الخبرة في التعامل مع اسرائيل والصهيونية العالمية ..مع وثائق تؤكد قانونية تصرفاتهم من وثيقة رفض تحصين الثورة الى قانون المصالحة… والقادم سيكون محاكمة المعترضين وهذه المرة تساندهم النهضة بحماس ……..