علينا البداية بها
سألني أحد الاصدقاء ..الى اين وصلنا في محاربة الارهاب ؟؟ قلت له ..لم نصل الى اي مكان بل لم نبدأ بعد …
ويمكن بالفعل ان ننطلق انطلاقة كبرى ومطمئنة للجميع لو ان الحكومة تنظر في القائمات المنشورة منذ بداية الثورة وتعرضها على حاكم التحقيق والهيئات الدستورية المنتخبة بلا تردد ولا مراجعات ..ولا خوف ولا استماع الى البكائيات ..والحملات الاعلامية التي سيحركها اصحاب المصالح والفاسدون والتابعون للفاسدين…
هناك قائمات مدروسة وتم نشرها في بداية الثورة........
اولا
قائمة تضم اكثر من 455 رجل اعمال مرتبطين بمنظومة بن علي والطرابلسية وحققوا ثروات عالية بل حساب وبلا دفع الضرائب وبتجاوز القانون .
ثانيا
التحقيق مع جماعة القروض غير المسترجعة بالكامل او بالتقسيذ وهي تضم اكثر من مائة وخمسين شخصا حصلوا على قروض بلا ضمانات او بالضمانات ولم يعيدوا الى البنوك حتى ربع المبالغ وهي تتجاوز اربعة ألاف مليار…
ثالثا
قائمة القضاة التي تضم اكثر من مائة وخمسين قاضيا متهمين بالفساد و تعاملت معهم الوزارة المختصة ورفتت منهم البعض وعادوا بشكل او بآخر.
رابعا
قائمة الصحفيين وتضم اكثر من خمسين صحفيا وقد درستها نقابة الصحفيين ثم اخفتها انتقاما من المنصف المرزوقي الذي فضح الاعلاميين في كتابه الاسود وذكر فيه بعض الصحفيين وهم من النقابة ومن المساندين لها وبعضهم ايضا يدعي الثورية والدفاع عن الحق..والراحلة النقيبة الحمروني في فترة نقابتها وعدت بنشر قائمة اعدتها النقابة نفسها ..لكنه وبسبب مرضها لم تنشر القائمة.
خامسا
قائمة الامنيين الذين عرفوا بالفساد وقد تم طرد البعض منهم إلا ان العمل بالقائمة تم ايقافه وإعادة البعض من المعروفين .
سادسا
قائمة نواب البرلمان الذين يتحدث عنهم زملاؤهم في البرلمان نفسه ..ولا بد من التعاطي مع هذه القائمة وهي ايضا تتجول في النات وفي كل مكان.....
هذا والإدارة تعرف عددا كبيرا من الديوانية ولا تفعل شيئا وبلغ ببعض الديوانية الى ان اصبحوا اثرياء بشكل جنوني الى درجة ان اثنين منهم اصبحا من كبار اثرياء تونس واحد منهم ترشح بأمواله لرئاسة الجمهورية وهو اليوم موقوف وليس معروفا الى حد الان هل هو موقوف لفساده في الديوانة او لعلاقاته بشفيق جراية وبعض القوى في ليبيا…
لنبدأ بداية صحيحة اذن والرجوع الى هذه القوائم وفتح ملفات الاشخاص المذكورين فيها وإحالتهم على كل الجهات المختصة من قضاء وهيئات دستورية للتعرف على الحقيقة وللحرب على الفساد..
اذن لنبدأ من هذه القائمات ثم نلحق بها قائمات جديدة من كل الذين افسدوا من بداية الثورة مستغلين انفلات الدولة بسبب الثورة المفاجئة للجميع وأيضا اضافة اسماء الفاسدين الذين استفادوا من خوف رجال الاعمال الذين فتحوا حنفيات المليارات على الاعلام وعلى مؤسسات اخرى اكثر حساسية…
الواضح جدا ان الارتباك سيحدث بإحالة كل الاشخاص الذين جاء ذكرهم في القائمات المذكورة …ولكن لا باس فليكن ..والاضطراب يحدث فعلا الالم …لكن بعد الالم ستكون تونس بخير وتنتقل الى مرحلة الانتاج والتنمية سعيدة بنظافة الايدي ولا اقول بان الفساد سينزاح من حياتنا ..ابدا ومن المستحيلات ان يحدث ذلك…لكن لا بد من العمل وسط الم كبير والانتصار سيكون سيد الموقف ..