سمعت من مصدر يكاد يكون رسميا ان البحيري الاسلامي منذ نعومة شبابه الاول قال محذرا بعض من يراهم على خطا… » لاتخربوا الدولة التي بنيناها منذ ستين سنة… «
افرحوا.. ارقصوا.. لقد اصبح البحيري تجمعيا… فالبحيري يعلن بشكل غير مباشر انه كان دستوريا.. بورقيبيا… ولذا فان نضاله كان ضد نفسه وهو لا يدري… وحربه المعلنة على الحزب الدستوري والتجمع… ولم يصب فيها باذى كانت حربا لا معنى لها… فالمعلوم ان البحيري لم يعرف السجن… ولا ذاق التعذيب…
فهل سيقول قريبا بأنه اخطا لأنه كان إسلاميا وان ما اقترفه ضد نظام بورقيبة كان خطا…
انه يعلن في هدوء ما يجب ان يفرشه من اجل قوائم واحدة في الانتخابات القادمة بين النداء التجمعي والنهضة القريبة اليوم من النداء.. وعمقها الاستراتيجي التاريخي… والله اعلم..
لا تنسوا ان سيدي علي العريض رئيس الحكومة الأسبق والنهضاوي العريق زار قبر بورقيبة في المنستير قبل القيام بخطوة التحالف مع نداء تونس… لا تنسوا ذلك. كل شيء مدروس.. وكل شيء بحسبان.. وافرش تلقى ما تتغطى.. اش قولكم.. الامور اصبحت واضحة..
واعتقد ان التحالف الحالي بين النهضة وما تبقى من نداء تونس قد يصبح جبهة موحدة…
كل شيء جائز بعد الاعلان عن جبهة انقاذ تونس.. وهي جبهة تافهة وستنحل مع الأيام وليس فيها ما يوحد عناصرها غير ارباك النداء… وتحصين الفاسدين من الدساترة.. والتجمعيين…
وهكذا يعود جميع التجمعيين الى قواعدهم سالمين من خلال الجبهات المختلفة التي لا يمكن ان تتشكل بدونهم…
وطاح راح…
لا تحل التجمع… ولا قامت ثورة ولا انتفاضة في البلاد ولا شهداء.. ولا قتلة… ولا فاسدين… ولا تعبت الدولة… ولا تنهبت البلاد… ولا هرب بن علي.. ولا ثمة مافيا ولا طرابلسية… كل شيء على ما يرام.
عشنا حلما جميلا طويلا. وضاع الحلم.. ونسينا تفاصيله… الحلم بالسلطة التي يجب ان تكون بيد كل من شارك في اسقاط الاستبداد والديكتاتورية وفسح الطريق امام الديمقراطية… وتعميق الحرية في البلاد.
الحلم هذا راح على حالو كما يقول الاخوة المصريون الملتاعون… وها نحن ملتاعون… من حلمنا الضائع…
وعلى كل من حلم بشيء اخر غير قيام مثل هذه الجبهات التي تتأسس ضد الشعب ومستقبله… وضد ثورته التاريخية.. عليه ان يعالج في مستشفى الامراض العقلية… علينا ان نقول بأننا ذقنا فجعة.. ومازالت بقايا طعمها في افواهنا… وانتهى الدرس ياغبي… وطاح الكاف على ظلو…