قبل البدء اريد ان أسال جماعة الدعاية والماكينة سؤالا لم يكونوا ليتوقعوه اطلاقا
وهذا السؤال هو التالي…
بالله عليكم لما كان بورقيبة يخطب في المجلس التأسيسي صبيحة 25 جويلية 1957 معلنا قيام الجمهورية وإزاحة حكم البايات وإلغاء النظام الملكي ..ماذا كان يجري في القصور الملكية في قرطاج والمرسى ومنوبة وحمام الانف ...ومن كان متفرغا لنهب محتوياتها الثمينة خوفا من ان يعلم الامراء والأميرات والعائلات القريبة والمتصاهرة مع الباي بالتغيير الكبير وإعلان الجمهورية فيتولون اخفاء ثرواتهم من الذهب والفضة والماس واللؤلؤ ..وغيرها وإخفاء اموالهم. وأثاثهم الفاخر ....وتحفهم النادرة .....
بالله عليكم من قام بالواجب الفاسد منذ الساعة الصفر لإنهاء الملكية وإخراج الملك من قصر قرطاج بيت الحكمة اليوم.......
بالله عليكم فهل ان ما تحتويه المتاحف الان من مخلفات الباي وعائلاته هي بالفعل ما ترك الملك والأمراءوالأميرات ..اذا كان الامر كذلك فلماذا الغاء الملكية اذا كان القائمون عليها فقراء ....اعلموا ان الباي كان يحكم دولة غير مستقلة نعم إلا انها دولة ..والدولة فيها ميزانية وذهب وفضة ..والماس وغير ذلك ...........اين ذهب كل ذلك..
وهل هو مسجل في املاك الدولة ....
ثم تتفرغون يا اولي الالباب للقول بان الفساد لم يكن معروفا في النظام البورقيبي بدعوى ان بورقيبة مات فقيرا. نعم هو كذلك مات فقيرا...فلو نحتسب الاموال التي تم انفاقها في عكاضياته وحفلاته المتنوعة لكان المجموع يشكل ثروة طائلة...ولو راقب زوجته وسيلة التي طلقها قبيل الانقلاب عليه ومنعها من جمع الثروات التي اغنت بها بنوك فرنسا وهي الاموال التي ورثها غلبت من افراد عائلتها لكان تاريخه افضل ....
كما ان الاعلام يؤكد ان وزراء بورقيبة لغ يعرفون الفساد بل ان الولاة ايضا والمعتمدين ما كانوا عند اعلامنا يعرفون النهب والرشاوى ...اذا بمان بورقيبة قد مات فقيرا بعد سجنه الطويل في عهد بن علي فان الملك اي الباي هو الاخر مات فقيرا في الايام الاولى من حكمه بورقيبة الذي قلبه وفقره...فما الفرق اذن بين الملك والرئيس....اعلموا ان بورقيبة لم تكن الثروات تعنيه لأنه كان يعتقد انه يملك البلاد كلها وتونس هي بورقيبة ولو بقي في الحكم وهو في التسعين لأعلن مثل ال سعود تونس بورقيبة وفق الدستور ..اي انه كان بالإمكان ان تكون تونس اليوم تحمل اسم بورقيبة ..مثل المملكة العربية السعودية ..تصبح تونس ااجمهورية البورقيبية التونسية.....
اسألوا سي مستشار الثورة والمتحدث الرسمي باسم كامل الدساترة منذ الدقائق الاولى لهروب بن علي ..سي حامد القروي الذي يستبله كل تونس عندما يقول بان النظام كان نظيفا ولا احد افسد في النظام وقال صارخا ايها التجمعي ارفع راسك ...انك نظيف ...والفساد كما قال جاءت به الثورة...نعم هكذا
..هكذا يقول ..واذا قال القروي فصدقوه ..والإعلام متكفل بالترويج لهذه النظرية …
والإعلام من هو هذا الاعلام انه اعلام دعائي و تونس كلها اصبحت تعرف انه كاذب ..وانه مكلف بمهمة دعائية ولا علاقة له بالحياد وخدمة المعلومة فكل ما ينشر ويذاع بالصوت والصورة انما هي معلومات مفبركة في مصانع اعداء الثورة من الذين قامت ضدهم لمحاسبتهم وإرساء دولة الحق والعدل والقانون وإذا بهم ينجحون في قلب الاوضاع لصالحهم بسبب الارتباك الذي حدث اثر هروب بن علي ..حيث تم تسليم السلطة لمحمد الغنوشي وفؤاد المبزع ثم للباجي قائد السبسي ..
ثم حدثني ...ايها الاعلام عن ان الفساد الذي جاءت به الثورة.....
من حكم البلاد حتى تتحول الى منطقة فساد...اذا كان عهد الثورة كله فساد فمن حكم في هذا العهد اليسوا هم انفسهم ...اين ترون الثوار .. فحتى الترويكا اظهرت انها هزيلة ولا تعرف كيف تحكم بل اهلكت الحرث والنسل لهزالها السياسي..مع نجاح الماكينة في التلاعب بها وجعلها العدو رقم واحد لجل التونسيين.....
يحلو للإعلام الفاسد الذي توجهه الماكينة الفاسدة بإشراف المافيا ..كما يحلو لبعض المثقفين ومؤرخي الحداثة في المائة سنة الاخيرة يحلو لهم القول الدعائي بان الثورة هي التي جاءت بالفساد والمفسدين...وهم يرددون بان البلاد كانت امنة مطمئنة وان وزراءها انبياء وولاتها ملائكة ومعتمدييها مقدسون وان شرطتها و حرسها كانوا فداء للوطن وان ادارتها خبرة وعلم ونظافة يد....وطبعا يواصلون بالقول ..،،..ومنذ ان قامت ثورة البرويطة سقطت البلاد بين ايدي الذئاب ...وبدأت صناعة الأكاذيب والترويج لهذه الصناعة ..وفي الاثناء يتحرك المفسدون الذين اثروا في عهد بورقيبة وافسدوا في عهد بن علي وقامت الثورة فكان ان قرروا العيش في الفساد وجاؤوا بإعلاام عبد الوهاب عبدالله للتغطية عليهم فهذا الاعلام مختص في الكذب والمخابرات....
بعد ان اطمئنت المافيا الى ان النظام بلا رأس ..والقيادة الجديدة غير قادرة على شيء لأنهم خططوا لكل شيء....وتركوا القادة الذين كانوا يعملون مع بن علي يصنعون ما يريدون...لا يهم لان البلاد سقطت في ايديهم ...اهل المافيا اقصد....
ومازال السادة القابضون على اموال الفساد من اهل الاعلام والثقافة ينشرون الاكاذيب مستغلين خوف الناس من النهضة …
فماذا هم فاعلون اليوم بعد ان ثبت لديهم ان لا فرق بينهم وبين النهضة ولا فرق بين قائدهم الذي انتخبوه في فرحة كبرى اثر انهاك الدولة والحكومة بالاعتصامات والاضرابات والمؤامرات و الترويح للأباطيل...وبين قايد النهضة ..الم تصبح تونس بلد الشيخين......اضحكوا الان واشبعوا شتما في النهضة وهي شريكتكم الاساسية في الحكم....
وفي الاثناء مازالت الجماعة اياها تعمل كل لحظة على التأكيد على ان بورقيبة هو رب الحداثة ونظافة اليد واللسان ..فلا افسد ولا ساعد على الفساد ..ولا افرغ الميزانية لفائدة جهة واحدة معينة تاركا عشر ولايات على الاقل في الفقر المدقع والخصاصة الزرقاء والاحتياج الاصفر والفراغ الاسود ... لا مستشفيات ولا طرقات ولا مؤسسات فاعلة ولا معامل منتجة ولا مصانع قادرة على تشغيل الاعداد الكبيرة من البطالين …
ولذا فان ما تعاني منه البلاد اليوم هو نتيجة ستين سنة من النهب والفساد والسياسة المركزة على جهة واحدة دون غيرها دون ان يتكلم اي مواطن مهما كان حضوره ومستواه على اساس ان بورقيبة حسب الدعاية الوطنية هو من الغى الجهويات وكأن الناس لا ترى ولا تسمع... .
وان انت اثرت هذا الموضوع اتهموك بالجهوية وخيانة بورقيبة هذا ان لم تحاكم بتهمة خيانة الوطن ......