«حوماني » تقتفي أثر « التح السح انبو «

Photo

سالت قبل مدة طويلة .... هل تعرفون متى بدأ السقوط في مصر ...الكل سيجيب... لما بدأ حكم السادات ... لا أبدا سقطت مصر العظيمة لما غنى التافه أحمد عدوية «التح السح انبو « والشباب اليوم لا يعرفون هذه الاغنية التي صفقت لها مصر وجل الناس في العربية وحققت رواجا كبيرا وتمكن بها وحدها هذا المطرب من تكوين ثروة لم يكونها محمد عبد الوهاب الذي عاش طويلا مع الملوك والسلاطين والرؤساء وغنى أحلى الأغاني .....

وطبعا ضاعت ثروة أحمد عدوية كما جاءت بسرعة اذ بددها في السهرات الماجنة والليالي الحمراء الى ان تم اغراقه في المخدرات وسكن طويلا في المصحات..... وهل تعرفون متى بدأ السقوط في تونس ..لا تقولوا مع الثورة ولا مع صعود النهضة الى الحكم ..انما قولوا لما أصبح الزطالون والغبارون في تونس يمرون على التلفزات والاذاعات مرور الأبطال ويتكلمون ضد القوانين ولهم رأي في السياسة والسياسيين.

أما السقوط الحقيقي فان أغنية حوماني قد أرخت له وطبعا صاحبها دخل السجن بسبب تعرفونه وليس مثل زميله الجنرال الذي ادخله بن علي السجن لانتقاده الاستبداد والفساد.. فاسألوه انتم لماذا دخل السجن...وبماذا تحدث في الاذاعات والقنوات التلفزية قد اصبح نجما تماما مثل عدوية ...بأغنية واحدة جعلته يتحدث مع سامي الفهري صاحب التلفزيزن المقام بأموال الشعب ..ليستعرض تجربته مثل الابطال كيف كان فقيرا وأصبح مليارديرا....

سبحان الله اللعبة واحدة…والأغنية وحيدة…والثروة كبيرة…ثم يبدأ السقوط….لا فقط للثروة الخاصة بل السقوط الاخلاقي لكامل البلاد…ألا تذكرون كيف ان وزير التربية المقال ناجي جلول ترافق مح حوماني الى احدى المدارس الابتدائية..وقدمه للتلاميذ حتى يكون لهم المتبع بما ان وزيرا يرافقه…. والإعلام سيبقى المتهم لأنه لم يعد يحمي الثقافة الجيدة والذوق السليم انما يروج للسقوط ويصفق له والمهم هو ضرب الثورة بعد ان اشتغل الاعلام لمدة اربع سنوات كاملة ضد النهضة والعمل على اقناع الناس بأن النهضة هي التي تسببت في هذا الانهيار العام ..

ولما دخلت النهضة على الخط وأصبحت تدافع عن كل ما يدافع عنه حزب النداء المدمر من الداخل والمنقسم لى نفسه انتهت او كاد الحرب على النهضة وأصبحت الحرب موجهة ضد كل من يناضل من اجل تحقيق اهداف الثورة او يشارك في النضال ضد قانون المصالحة الاقتصادية لتبييض الفاسدين…

والحرب قائمة على كل من يعلن حقيقة الاعلام التونسي الذي يقوده جماعات من بقايا الصحفيين والمنشطين الذين تعاملوا مع عبد الوهاب عبدالله او وكالة الاتصال الخارجي الذين تعاملوا معها بعشرات ألاف من الدنانير للعام الواحد …وبقايا عبد العزيز بن ضياء…وكلهم طبعا جماعة بن علي وبعضهم تعامل مع الامن وباع زملاءه ..او كتب التقارير للبوليسية ..وكانت من افضع التهم ليس مثل اليوم هناك افتخار واضح من المتصدرين للحوارات بالتعامل مع الامن …

ان الفاسدين هم الذين عرفوا كيف يغيرون جلد تونس من أجل انهاء الثورة ….ووضعوا ايديهم على المفصل الحقيقي ألا وهو الاعلام…الاذاعي والتلفزي خاصة تماما هذا ما حدث لمصر اثر وفاة المغدور جمال عبد الناصر وصعود السادات الذي جاء الى سدة الحكم ومعه الفساد الكبير والمرتزقة والانفتاحيون على اسرائيل فأوصلته جماعته من أصحاب «التح السح انبو »الى الكنيست وباع الوطن والقضية… ….

انتبهوا … ان السقوط الاخلاقي والقيمي يتواصل في تونس ليس فقط من الأحزاب الحالية التي قتلتنا قتلها للحوارات السياسية التي يقودها اعلام نعرف كيف تأسس قبيل الثورة او بعدها بقليل انما ايضا من مؤامرات الذين حكموا ستين سنة وارتعبوا من الثورة أياما ثم عادوا بقوة ..بقليل من المليارات التي كانت أقل من نصفها تصرف على زين العابدين بن علي الهارب وقد تمكنوا بسرعة من افساد الثورة والسياسة والوطن والإشارة هي الزطلة وحوماني …اشارة فقط والقادم أخطر و…تأكدوا أن الاعلام التونسي يتحرك وفق رغبات ركاب الثورة المضادة وهؤلاء الذين افسدوا الثورة بركوبهم عليها يواصلون مسيرة التدمير الممنهج ..

ألا ترون كيف أن الكثير من اعلاميينا ومثقفينا عادوا الى ما لا يعجب الشعب … و اصبحوا يرحبون بالانقلابات العسكرية وبدور العسكر في مصر وسوريا وليبيا ويشجعون السعودية على هتك اليمن بالطائرات والدبابات حتى تنتهي رائحة الثورة في اليمن ..

الم ترون كيف ان البعض من القادة السياسيين التونسيين سافروا الى ليبيا ليرحبوا بحفتر كما رحبوا تماما بالسيسي في مصر وتمنوا لتونس سيسيا آخر بل هناك من دعا الجيش التونسي الى استلام السلطة هل حدث أن طالب ديمقراطي حقيقي في العالم المتقدم الجيش لاستلام السلطة . ..هل من الديمقراطية اسقاط السياسيين بالعسكر…. …

قال لي أحدهم ننهي الاسلاميين بالجيش ثم نعود الى الحكم المدني ..رأي متخلف …لا يعرف أصحابه أن العسكر اذا حكم يوما يبقى قرنا وأمامكم النموذج المصري والنموذج السوري ….لكن الاسلاميين افسدوا احلامهم وأصبحوا متعاونين فأسقطت في ايديهم …… اذن لا تضحكوا ان ارخنا السقوط بالتح السح انبو في مصر …وبأغنية حوماني في تونس…فالموسيقى جزء اساسي من الثقافة وإذا ما انهارت الموسيقى فانتظروا كارثة اخرى في الثقافة بدأت علاماتها تظهر لما اصبح المنشطون الجهلة يتلاعبون بالمفكر الكبير محمد الطالبي رحمه الله……

على الاعلام التونسي أن يكون محايدا وأن لا يقف الى جانب الفساد. وان يغير جبته نحو المستقبل وعلى الجميع ان يعرف ان ..الوطن لا يتحمل الدسائس والمؤامرات فدافعوا عن الديمقراطية ايها الاعلاميون وساندوا اهداف الثورة …قوموا بدور تاريخي ولا تسقطوا بسهولة في دواليب من أضاع القيم والأخلاق…انطلاقا من مدرسة الطرابلسية الذين اسسوا للفساد و تأكدوا ان مصر الان هزيلة ..بسبب الفساد الذي نخرها ..

وقد كانت من قبل مصر يا سادة عظيمة ولو بغياب الحرية …. فلا حوماني ولا التح السح انبو انما الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وانتخابات شفافة تجري تحت أنظار الشعب والعالم بأسره ..هي مطالب الثورة الحقيقية وحولها الفاسدون الى تعلق بحوماني و الدفاع عن الزطلة و المثلية و …وقانون المصالحة بلا محاسبة ..والوطن يسجل…ولا ينسى…والتاريخ يسجل ولا يرحم …وان غدا لناظره قريب وعلينا الالتزام بالقيم والدولة الحقيقية هي التي تجعل شعبها يحلم بالأفضل لا ان يكره السياسيين والبلاتوهات الحوارية ويكره نفسه خاصة…………

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات