لم اقرا كتابه "المرمريتي "..للأسف ..كما اني لم أقرأ كل مؤلفاته السردية لبعد المسافة بيني وبينه و خاصة لاني اهتممت في السنوات الاخيرة بالسياسة والسياسيين ..وللأسف دون فائدة ترجى منهم فنحن نغرق معهم …
وها انه يفوز بجائزة الطيب صالح العالمية عن هذا الكتاب الاخير وقد تم الاعلان عن فوزه صبيحة هذا اليوم ..فسعدت بهذا الخبر الكبير ..كما اني لاحظت ان الكثير من الكتاب والأدباء العرب قد عبروا عن سعادتهم بهذا الفوز الجميل ..وهو ولا شك فوز مستحق …
انه الكاتب الفلسطيني الصديق الدكتور حسن حميد ..كاتب من الطراز العالي ..نصوصه القصصية والروائية عن فلسطين وعن الفلسطينيين وعن العرب وعن الانسان بصفة عامة ..وعن الانسانية ..كما هو شان الكثير من الكتاب الفلسطينيين والكتاب العرب المهمين في سوريا حيث يعيش منذ ولادته. وهو يعرفهم جدا ويعرفونه جدا من خلال اتحاد الكتاب العربى في دمشق وقد عمل فيه وفي منشوراته ..
إلا ان حسن حميد يتميز عليهم بدقة اختطاف اللحظة ..وقدرته على الاستخدامات المختلفة للتراث الفلسطيني والعادات والتقاليد الفلسطينية مع فهمه العميق للمواطنين العرب الذين عايشهم في المنطقة وخاصة منها سوريا والأردن..مع لغة جميلة ثرية ابدا لا تتركنا محايدين ..
عندما يقدم نصه للقراء ونغمس فيها نحس بأنه يكلمنا بنفسه فهو لا يكتب بلامبالاة ولا بروح محايدة ابدا انه يجعلك قريبا منه منخرطا في مشروعه السردي الذي هو يهدف الى اعطاء الادب العربي بعدا عالميا انطلاقا من روحه المحلية ..
وحسن حميد لا يجعلك تنخرط فقط في كلمته الأدبية ومنظومته الفكرية والسردية ..بل هو يورطك حتى يكون التفاعل حد الذوبان وتتحمل مسؤولية قراءتك لكتاباته الثائرة المتمردة في هدوء الكاتب الذي يدفع بك الى الفعل ..الى الغضب..الى الثورة …
ومن اجمل ما تخرج به بعد ان تنتهي من نصوصه هو رسوخ الشخصيات الفلسطينية في الذهن ..وهي عموما شخصيات نضالية وشخصيات عادية من المحيط ومن العائلة ومن الشارع..تترك اثرها فيك
فهل استشهد برواية« جسر بنات يعقوب» المدهشة او برواية« مدينة الله »..الرائعة التي ابدا لا يمكن ان ننساها بعد ان نقراها …
هذا بعض ما يمكن ان اقوله الان وبسرعة للتهنئة اولا ولإعطاء فكرة للقراء التونسيين عن هذا الكاتب والناقد والباحث والروائي الدكتور حسن حميد ..وقبل ان اعيد القول الف مبروك له ..اذكر وبسرعة ايضا ان حسن حميد يذوب حبا في تونس وهو يعرف الكثير من الكتاب والإعلاميين التونسيين ..