الى الهيئة المستقلة للانتخابات : اختاري بين ان تكوني خادمة للحاكمين او خادمة للدستور والشعب

Photo

في هذا اليوم 17ديسمبر الذي شهد انطلاق ثورة تونس بالدم اسال الهيئة المستقلة للانتخابات: هل ستعرفين انك مستقلة و لا احد قادر على ابعادك او اسكاتك ..والدستور معك والقوانين معك..وكل الشعب معك ان كنت صادقة ....ام انك ستبقين خادمة للحكام ... مرتبكة امام الحاكمين الذين لا يتحركون إلا بمصالحهم الخاصة ولا مصالح الشعب ..وجارية لقادة الاحزاب الهزيلة ذات الجعجعة العالية لكن بلا اي تأثير على الشعب.

لتعلم الهيئة المستقلة للانتخابات ان لا احد من الحكام القدامى والجدد الذين اتت بهم الثورة خطا ام بالصدفة ام الذين عادوا الى الصدارة بمؤامرات ضد الثورة والشعب مؤامرات داخلية وأخرى خارجية بالمال والضغوطات.... لا احد منهم يرغب في الانتخابات البلدية التي ستكون المحرار الحقيقي للحكم فالديمقراطية الحقيقية او الديمقراطية القريبة من الشعب لا يمكن ان تكون نافذة وفاعلة ومؤثرة وايجابية ان لم تنجح في الانتخابات المحلية وان لم تكن صورة ناصعة عن رغبة المواطنين الحقيقية....

ان الحكام..و معهم بعض الاحزاب التي تسبح في فلكها او غارقة لأسباب مختلفة تضطرها لتكون في خدمة الحاكمين ام هي معارضة غير فاعلة لارتباطات علنية وسرية ..اضف اليهم رجال الاعمال الاقوياء بمالهم المفتوح على السياسيين كحنفيات الادواش كلهم غير راغبين في الانتخابات المحلية ..ولذا فإنهم يسوّفون ..ويكذبون ويماطلون ويطالبون كل يوم بموعد جديد للانتخابات الى ان يقتربوا من موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية فيصبح عندئذ من الصعب القيام بانتخابات بلدية ..فيتم الغاؤها ..للتركيز على الانتخابات الرئاسية بالخصوص ..

ام انهم سيقبلون بالانتخابات البلدية مع تأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية ...قد تكون لسنة كاملة .. وهكذا يتمكن النداء والنهضة من الاستمرار في الحكم سنة اضافية على غرار ما حدث زمن الترويكا ..اي الابقاء على الوضع على ما هو حتى يتمكن المجلس التأسيسي من كتابة الدستور ...وهكذا تمكنوا من اطالة عمر سلطاتهم .... نعم ان الجميع منذ اكثر من سنة و خاصة في هذا الوقت المزدحم بالأجندات والمزدحم بالاستحقاقات السياسية داخليا ودوليا يتآمرون من اجل الوصول الى وضعية يصعب معها تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية..

نعم انهم يرغبون في البقاء في الحكم بشكل غير قانوني بدعوى الاضطرار ..وعدم التسبب في الفراغ الدستوري وفي ازمة حكم ... كلهم يسعون الى الوصول بهيئة الانتخابات شيئا فشيئا ..وبالضغوطات المستمرة الى صعوبات كبيرة في تحقيق الانتخابات لان مصالهم هي البقاء في السلطة وفي البرلمان بمن فيهم المعارضة وأشباه المعارضة ورجال الاعمال وحتى اهل الثقافة من الذين يأكلون على جميع الموائد من عهد بورقيبة الى الان مع زين العابدين فهم الذين اعادوا لمديح الى الصدارة منذ سينين عندما بعثا بعريضتهم المدحية للباجي قائد السبسي …

هي عريضة شبيهة جدا بالتي كانوا قد بعثوا بها الى زين العابدين لمناشدته البقاء في الحكم و الترشح من جديد للانتخابات الرئاسية . ...كلهم حاليا لا يرغبون في الانتخابات ..ويدفعون بطريقة خبيثة الى سنة اضافية في الحكم ...وربما اكثر ...

انهم غير مستعدين للتسليم في كعكة حلوة ..توفر المال والسلطة والدعة ..بعد ان تأكدوا من متاعب الشعب التي تمنعهم من التحرك والانفجار في الشوارع احتجاجا على ما يعانونه على جميع الاصعدة فالشعب يبحث عن لقمة العيش ولا يجدها إلا مغموسة في العرق والمتاعب وحتى الدم .... كيف سيسلم الحاكمون في سلطة وصلوا اليها بسهولة وافتكوها بخبث من الشباب الثائر الحقيقي …

سلطة وفرت لهم المال الكثير والنهب الوفير والاعتداء على الثورة كل حين ولا رادع لهم..والاعتداء على الدستور ولا احد قادر ان يمنعهم ويعيدهم الى المسار الدستوري الذي تولّد عن لثورة وليس مزية من الحاكمين …..ومن يردعهم والسلطة في ايديهم والكثير منهم يرغب في اعادة الاستبداد ..وقد لاحظنا ان لغة جماعة النداء وجماعة النهضة قد تغيرت وتعالت ..وكلها اصبحت سلطوية لا تشتم منها خوفا من الشعب ولا احتراما للدستور …

ليتأكد الجميع ان اهداف الحكام واضحة من الان…وأنهم يرغبون وفي قوة وإصرار على عدم الدخول في عملية الانتخابات التي قد تبعد البعض من رجالها النافذين الان …من جميع الاحزاب .خاصة من النداء او من النهضة او حتى من الاتحاد الوطني وآفاق تونس او من الجبهة فالجبهة لها عدد مهم من اعضاء البرلمان ..وهي غير مستعدة للتفريط فيهم فقد لا يعود احد منهم في الانتخابات القادمة وهم متمرسون بالسياسة والمناقشات ..بل ان الانتخابات القادمة قد تبعد الجبهة الشعبية نهائيا عن مواقع هامة من السلطة وخاصة قد تحرمهم من مقاعد في البرلمان اصلا.

ولذا فانا ادعو الهيئة المستقلة للانتخابات من موقعي كمواطن مستقل اتابع من بعيد ولكن باهتمام كبير ..الى التحرك وتحمل مسؤولياتها بجدية كاملة وبوعي كبير بأغراض التحركات السياسية المختلفة و خاصة تحركات الحاكمين وأنصارهم من الاحزاب ورجال الاعمال ورجال الثقافة الذين تعودنا بهم دوما قريبين من السلطة دفاعا لا عن الفكر والديمقراطية ولا وقوفا الى جانب الثورة والحق والعدل..انهم دائما مع الحاكمين فمصالحهم من مصالحها …

على الهيئة اذن ان تصر على ما تتخذه من قرارات ويكفي من الارتباك والصراعات داخلها..وعليها ان تتخذ القرار الفصل الذي لا تراجع فيه ولو دخلت في صراع مفتوح مع السلطة …اعرف ان اعضاء هذه الهيئة لم يولدوا هكذا بالصدفة الثورية انما اتت بهم التوافقات السياسية في الحكم ..وهي توافقات غير ثورية ولم تحترم الشهداء .ولا الدستور ولا منطق السياسة ومساراتها ….لكن مع ذلك اقول بان صلاحيات الهيئة تسمح لهم بان لا يكونوا خدما لأحد كائنا من كان وهم بالفعل اصحاب سطوة يخولها لهم الدستور …

افيقوا يا اهل الهيئة فهناك توافقات ربما هي علنية وربما هي سرية للوصول الى عنق الزجاجة اما انتخابات سيئة ومرتجلة تتداخل فيها عناصر افسادها وإما الابقاء على الحالة كما لإعداد الانتخابات بعيدا عن ضيق الوقت وصعوبات المرحلة وبالتالي تواصل الجماعة في الحكم دون وجه حق… تأكدوا ان الشعب غير راض على ما يجري الان..وهو راغب في الانتخابات المحلية لإصلاح اوضاع البلديات المنخرمة لاساباب كثيرة…وعليكم ان تصروا على موعد نهائي لا يضطركم الى تأخير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فيما بعد تأكدوا ان الشعب معكم وعليكم ان تكونوا معه . ..وإلا فان التاريخ سيحاسبكم الحساب العسير وسيقول انكم خنتم الامانة ..ولن يتمكن ابناؤكم غدا من ان يرفعوا رؤوسهم اعتزازا بكم بل سيطأطئونها خجلا من مواقف اوليائهم….

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات