وتكفّل الحبيب عمّار بجلب السمّ…

Photo

انصار الباجي لم ينبسوا بكلمة واحدة وهم يرون قائدهم يستضيف في قصر السيادة بقرطاج واحدا من اخطر الفارين من العدالة......فهل هذا معقول فهل عدنا الى شعبويتنا «الله ينصر من صبح « .
…لكن ايضا لماذا لم تصدر النيابة العامة امرا بإيقاف الفار من العدالة بعد ان كان الجماعة يؤكدون ان عنوانه غير معروف ..ولذا لم يتم جلبه الى التحقيق…..

الان توفرت الفرصة التي لا تعوض.. عنوانه معروف لدى سيادته…..

ما أعرفه أنّ الهادي البكّوش والحبيب عمّار وزين العابدين بن علي قرّروا عام 1987 اغتيال بورقيبة والسيطرة على الحكم… واتّفقوا على أن يتمّ تسميمه بالتدرّج… وتكفّل الحبيب عمّار بجلب السمّ… إلاّ أنّهم في النهاية تراجعوا وقرّروا الانقلاب عليه والإطاحة به أمنيًّا… وعسكريًّا إن لزم الأمر… وهذا ما حدث…

وزجّوا بالرئيس بورقيبة في السجن لمدّة 13 سنة لا رفيق ولا صديق… ولا حتّى بعض أفراد عائلته… وحكموا البلاد 23 سنة بالحديد والنار سواء كانوا مباشرين للسلطة مثل بن علي أو بعيدين عنها مثل الهادي البكّوش الذي مسك الوزارة الأولى في البداية ثمّ تخلّص منه بن علي الذي استمدّ قوّته منهم ثمّ تولّى إبعادهم دون أن يحرمهم النفوذ…

كان يريد البقاء على رأس السلطة الأوحد مثل الزعيم بورقيبة قبله…

وبعد أن لاحظ الجماعة التي تتركّب من أفراد آخرين وهم أصدقاؤه، وربّما ترافقوا في المدرسة الابتدائية وبعضا من أعوام الثانوي، أنّ الشعب ثار على بن علي وطالب برحيله… واهتزّت البلاد بهذه الثورة التي كادت تطيح بالتجمّع والتجمّعيّين وبالنظام ومن التصق به في أيّ موقع كان قرّروا إبعاد رفيقهم بن علي ففعلوا… فكما جاؤوا به أزاحوه رغم طول المدّة الفاصلة بين تعيينه وإجباره على مغادرة البلاد…

ومرّت الآن ستّ سنوات على الثورة. وما أعرفه أنّ الحبيب عمّار كان مطلوبًا للعدالة للإجابة على بعض ما هو متّهم به لنفوذه الواسع مع بن علي ورفاقه الآخرين طيلة أكثر من عشريّتين…

وها هو يظهر من جديد في قصر قرطاج ضيفًا مبجّلاً مع الاحتفاء به… على أعلى مستوى… وقيل بسبب كتاب له أصدره في المدّة الأخيرة قدّم فيه شهادته على انقلاب السابع من نوفمبر ومشاركته الأساسية فيه…

ألم يعترف الهادي البكّوش أمام عدد كبير من الناس وبحضور بعض من يتقن الكتابة فأخرج لنا ما سمع… أنّ الحبيب عمّار شريك في المؤامرة على بورقيبة وكان مكلّفًا بجلب السمّ لاغتياله… ثمّ تولّى قيادة الحرس الوطني للسيطرة على القصر ومن فيه بعد منتصف ليلة السادس من نوفمبر وفي الغد كانت البلاد تستقبل جماعة الانقلاب والرجل الجديد…

إذن كيف يكون ضيفًا على من يستمدّ قوّته من روح بورقيبة ومن سياسة بورقيبة…

هل هذا تسامح… أم ماذا ؟!!!…

أسال في حيرة ولا أجيب بحثًا عن شرح وتفسير وتوضيح وبيان…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات