البلاد ساخنة لا لان الطقس ساخن..ولا لان الشعب يتحرك بقوة من أجل الدفاع عن مصالحه وهويته وسيادته..ولا لان هناك صراعات سياسية وفكرية جادة ومثيرة ومهمة يريد الشعب أن يعطي فيها الرأي والموقف ... بلاد هي اليوم ساخنة ...ساخنة جدا لان ابن الرئيس يريد إسقاط الحكومة ..وتعيين حكومة أخرى يرضى عنها سيادته لا اقصد بالسيادة هنا رئيس الجمهورية بل اقصد ابنه سي حافظ.
هذه المرة لا اريد ان احلل ولا ان انقد... فقط أقول.. لا حول ولا قوة إلا بالله ..هل هزلت إلى هذه الدرجة ؟! حافظ الذي لا يملك أي شيئ من الصفات والخبرات والشهائد التي تخوله ان يكون معتمدا .يصبح هو الفاطق الناطق باسم الوطن..بل هو يهدد الوطن بصراعات قد تصبح مدمرة .....
حافظ ولد بوه وهو من هو .. يضعنا في خطر داهم على البلاد والعباد والناس تتفرج.بل هناك من يمدحه....وينضم لجماعته وهي جماعة غير مناضلة ولا منتخبة إنما هي منتدبة مثل برهان بسيس…
وبالمناسبة أسأل كل الذين يساندونه:
هل فكرتم لحظة واحدة لماذا تساندونه؟
هل يمكن له أن يقدم خدمة للبلاد.. ؟
هل له الإشعاع الكافي حتى يكون قادرا على اختيار وزراء يحكمون البلاد ..ام انكم فقط تدافعون عن مصالحكم..ولا تهمكم البلاد ولو سقطت في ما لا يحمد عقباه.. لو كنتم تحبون تونس فعلا لا تكونوا إلى جانبه ولا خلفه .. ابتعدوا عنه ...ولا تدافعوا عن مصالح تتحقق لكم من رجل لا مؤهلات له ..ستكون مصالحكم عندئذ قذرة…
لا أقول ذلك دفاعا عن يوسف الشاهد . ابدأ فأنا لست ندائيا..وأرفض بشدة ان اكون ندائيا .. وأرفض ان اكون في حزب عائد من أغوار الظلام وخارج من عمق تكتلات الثورة المضادة التي انبعثت لإسقاط ثورة أنهت الاستبداد الذي أسسه صاحب المنظومة الفاسدة الهارب بن علي …
وأرفض ايضا ان اكون في حزب متوافق مع النداء وقد موّه كثيرا باسم الثورة...واستفاد منها كثيرا ..وجلب اليه الأنصار ..واذا به ينضم إلى الثورة المضادة ...ويتوافق مع من قال لهم الشعب أرحلوا . ارحلوا...ورحل رئيسهم خوفا ..وعادوا هم ...يحكمون..ولا يهمهم ان جاؤوا من طريق مهّدها لهم الشهداء بالمئات و عوض ان يحترموا الشهداء....يعملون على الإساءة لهم..وتدمير كل ما تحقق نضالاتها و تضحياتهم....
انا إذن محايد تجاه الحزبين المتوافقين... لكني لا يمكن ان أبقى محايدا اذا كان الوطن في خطر.
انا اعتبر ان حافظ خطرا على البلاد..وهو يحملها إلى أوضاع سياسية مزعجة ..اقل تأثيراتها هي توقف عجلة النمو ..وعودة سياسة الترقب ..والانتظار ..ترقب شيئ مهم لا يحدث ..وانتظار ما لا يأتي إطلاقا في ظل سياسات خاطئة..وأقول ....
ألا تسيروا الى جانب حافظ و لا خلفه .واذا كنتم تعتقدون انه بالفعل مفيدا فقولوا للناس لماذا تنضمون اليه .وما هي مؤهلاته..وكيف يمكنه أن يخرج البلاد من أزماتها ..؟! فربما كنا جهلة ولا نعرف قيمته الحقيقية .
كل تونس اليوم ينالها الضيم والضعف من تصرفات حافظ ..بل إن السياسة الان أصبحت عقيمة لان شخصا لا يجب ان يكون في صدارة حزب حاكم إطلاقا ...ولا مؤهلات له إلا كونه ابن رئيس ...فقط لأنه ابن الرئيس .....
لقد ضمه والده للحزب الندائي بدعوى أن من حقه أن يكون عضوا في حزب..وبعد مدة قصيرة أصبح الرجل الأول في الحزب ...وكيف أصبح ؟؟!! لا هو صاحب ذكاء ونضال سياسي ..ولا هو صاحب شعبية وحضور.. والده هو الذي عينه ..ولا أحد آخر..ولا صفة من صفاته... اليوم هو الذي يحرك الإعلام الباحث عن البوز من أجل الإعلانات ..والدعم الفاسد ..وهو الحدث الذي تقام له الندوات والبلاتوهات…
هو الذي يثير الغبار الكثيف على البلاد وفي البلاد ويعمي العيون ..ولا شيئ يتحرك ضده لابعاده إنه اليوم يسيئ للوطن ... بل هو يجعل الوطن رهينة الجهل والتخلف… يريد أن يسقط الحكومة لأنها لا تسانده ..ولأن رئيسها شأنه علنا… ويريد أن يعين أصدقاءه في الحكم وهم من أمثال طوبال وماجدولين الشارني و خالد شوكات… وبرهان بسيس.
البلاد أصبحت بين أيدي الجهلة المتخلفين ..او القادمين من كتلة بن علي في فترة فساده ..وفترة ضعفه..
هل فهمتم الآن لماذا حدث التوافق ؟؟!!
التوافق من أجل ان يحكم البلاد هذا السيد الذي لا يملك من الصفات الحميدة غير صفة ابن الرئيس..وبالتالي ستكون لقمة سائغة لأصحاب المطامع…والمطاعم كثيرة ومتنوعة ..مطمع واحد هو الغائب . إنه الوطن..