حلال عليهم حرام على غيرهم

Photo

انا انتقدت مفتي تونس لأنه تدخل في مسالة تافهة كان يمكن ان تجد حلولا لها معا المجتمع المدني فجعل منها قضية وطنية وهمية تغطي على القضايا المصيرية الحقيقية ....لكني اريد ان اشير الى امر مهم جدا هو ان السادة الذين يحتكرون الحداثة ويروجون لها وكأنها اصل تجاري يملكونه .استعملوا هذه القضية كما غيرها ليؤكدوا من جديد وصايتهم الفكرية وأحقيتهم في ان يتحدثوا ويتناقشوا بحرية ولا حق لأحد غيرهم الحديث في هذه المسابة التي اثارت المفتي .

لقد عودونا على اخطائهم غير المقبولة و..اكثروا من التدخل في شؤون الايمة وهم يطالبونهم بان يقولوا كذا ولا يقولون كذا ...... وتجاوزوا حدودهم في انتقاد المتدينين في البلاد وافتقدوا اللياقة واحترام الحريات بوصف المتدينين بالظلاميين والنهضاويين والمتطرفين ....وربما حتى بالداعشيين ....

انهم يصرخون صباح مساء ...لا للوصاية على الاسلام ..ولا لتدريس القران للأطفال لأنه يدربهم على الارهاب متجاوزين بذلك كل الاخلاقيات التي يتطلبها التعايش بين كل الفرقاء في السياسة والايدولوجيا والفكر .

ومع ذلك فان الذين يدعون احتكار الحداثة يرفضون من ينتقدهم ويغضبون ممن يتوجه لهم بالدعوة الى تخفيض اصواتهم التي كثيرا ما تكون حمالة معلومات خاطئة وأفكار لا تستقيم امام المنطق الذي يرغبون في ان يبرزوا به للعيان وكأنه حكرا عليهم ولا احترام في عيونهم وفي افكارهم للحريات......فالحرية لهم فقط ..والبقية رعاع بما انهم لا يفكرون وهم متدينون اذن تنقصهم الحداثة الفكرية والسلوكية وعندهم لا حق للمتدينين في الحرية لأنهم اناس غيبيون اي يؤمنون بالغيب ويلتجئون اليه ...و هؤلاء الذين يسطون على الحداثة يدعون المتدينين الى ان يكونوا مثلهم فكرا وممارسة وان اختاروا المسجد والجامع عليهم ان يلتزموا بشروط يضعها العلمانيون ولا الفقهاء .

انهم واثقون من كونهم على حق..وكلامهم عقلاني ..وتحاليلهم لا تخرج عن حقوق الانسان……انهم يؤكدون بطريقة تحاليلهم انهم وثوقيون اكثر من المتدينين …وهم شرسون في الدفاع عن كيانهم وحداثتهم.ويتهمون من ينتقدهم بالتطرف والشراسة والوصاية على الدين…

واليوم لا انتقدهم فهم يعرفون جيدا اخطاءهم وانحرافاتهم انما ادعوهم الى احترام حرية الناس فالحرية كل لا يتجزأ. .لا يمكن ان تكون حلالا عليهم وحراما على غيرهم …..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات