تساؤلات لا اجوبة عليها الى حد الان فالدعاية ضد تركيا تغشى العيون و القلوب. فهل نلغي اعلام المكيالين لنكون يوما واحدا عادلين.
طيب ...انتم يا سادة يا مادة افضل من رجب طيب اردوغان علما وثقافة واقوى منه انسانية وعمقا حضاريا وتتكلمون عنه وكأنه حاجب ادارة لديكم وقد تحدثتم عنه وهو في ارجلكم مجرد خفي حنين.لما تحسون به من الم لاستبداده الفاحع .. .او هو حذاء الطنبوري للإضحاك لأنه مجنون بالحكم ..و يريد اقامة امبراطورية عثمانية ...؟؟!!
هل تساءلتم لحظة واحدة كيف تمكن من تحقيق قوة تركيا الحديثة على جميع المستويات وهل تمكنتم من التعرف على اسرار بلوغ تركيا اعلى النمو في العالم في السنوات العشر الاخيرة ....
وهل فهمتم سر كره الغرب كله لتركيا وهل توصّلتم الى الدافع الحقيقي الذي جعل الولايات المتحدة الامريكية تنظم ضده انقلابا عسكريا فاشلا انفقت فيه مليارات الدولارات ما يكفي لنمو تونس .....
وهل وعيتم لحظة واحدة وحيدة بمن وراء الحملة الدعائية الدقيقة ضد تركيا ...في حين لا دعاية في تونس ضد اسرائيل ..بل ان من يحرك هذه الدعاية ضد تركيا هم من انصار اسرائيل ويعتبرونها دولة ديمقراطية ولا يهم تماما ان مات فيها اكثر من مليوني عربي فلسطيني تحت نير الاستعمار والاستيطان وكل انواع الفواحش..فهم لا قيمة لهم ..ولا يمثلون شيئا امام سعادة اسرائيلي واحد مع المحافظة على امنه …
و الواقفون وراء الدعاية المضادة لتركيا هم ايضا من اصدقاء فرنسا وهم بذلك يسعون دوما لإبراز عظمة فرنسا بل هم يجعلون الاستعمار الفرنسي من مفاخر الحضارة والفكر والتقدم والحداثة و وهم ايضا من حبايب امريكا المنتشرة قسرا في كل شبر من العالم لمصالحها.واذا ما قتلت الناس في اي مكان من الدنيا فهو دفاع شرعي عن مواطنيها الامريكان ...وبريطانيا ايضا وهي من ابشع ما تعرضت له الانسانية لما كانت بريطانيا دولة استعمارية.
ولماذا تركزون على دور تركيا في قتل الشعب السوري ..ولا تذكرون الدور الاقوى لفرنسا وأمريكا في سوريا....
وهل تأكدتم من الارقام التي تم نشرها في تونس عن طريق منظمات تؤكد ان اكثر من مائة وخمسين الف مواطن تركي هم اليوم سجناء الرأي وحرية التعبير منهم تسعة آلاف استاذ جامعي..وخمسة آلاف قاض و وثلاثمائة صحفي ..وطرد اكثر من مائة الف سياسي معارض من عملهم....
هل تعتقدون بالفعل ان هذه الارقام معقولة وليست مفبركة اعلاميا …
وهل وضح لكم اصحاب الدعاية المضادة هل هم سجناء الرأي ام هم شركاء في عملية انقلاب عسكري وحشي ادى الى موت اكثر من ماتين وخمسين مواطن..وأكثر من ثمانية الف جريح...فمن يتحمل مسؤولية هؤلاء القتلى..
وهل تساءلتم لماذا يحمّل العالم اليوم تركيا الدولة وتركيا اردوغان مسؤولية قتل مليون ارميني في تركيا قبل اكثر من مائة عام…
نعم هي جريمة قام بها اردوغان قبل مائة عام ...وكان عليه ان يعتذر عنها ..في حين لا امريكا ولا فرنسا ولا بريطانيا..ولا البرتغال و لا اسبانيا ولا روسيا اعتذرت عن جرائمها الفظيعة التي مات فيها مئات الملايين بالأرقام التاريخية الصحيحة على مدى مأتي عام…
ولماذا لا تتم حملات عن عدد قتلى الاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني والحملات الامبريالية الامريكية على شعوب العالم بعد تسجيل اكثر من ثلاثين مليون قتيل من الهنود الحمر في حملات ابادة جماعية دون محاكمة واحدة لتسهيل استيطان الاجانب القادمين من اروبا خاصة باحثين عن الثروة والحرية لان الكثير منهم كانوا هاربين من تعسف بريطانيا والكنيسة ومن جل دول العالم لتعويض السكان الاصليين…
ولماذا لا يصدر حرف واحد في اروبا وأمريكا عن جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين .وعن جرائمها ضد مصر والعراق وسوريا…
ولماذا يسكت جماعة حقوق الانسان عن وضع حقوق الانسان نتيجة حرب السعودية ضد الشعب اليمني الفقير ..ففي اليمن اليوم سبعة ملايين جائع وأكثر من مليوني مريض بالكوليرا والهزال والجفاف البدني لقلة الاكل والماء ...ولا كلام عن هؤلاء..في حين يتم التركيز على تركيا التي حققت تقدما مهولا على جميع المستويات …
واقول نعم في تركيا مساجين سياسييون…
نعم في تركيا مشاكل كثيرة …
نعم شاركت تركيا في الجريمة العالمية على سوريا ...لكن هل ننسى ما فعلته فرنسا وأمريكا في سوريا ايضا…
لا بد من محاسبة الجميع..ولا استعمال للمكيالين ..وإلا فإنكم ظالمون ..ولا اخلاق لكم وبالتالي فان ما يحب ان يقال عن تركيا لا يتطلب كل هذه الحملات المنظمة الدقيقة والممنهجة والظالمة …
على الاقل تدفعنا هذه الحملات الممنهجة الى التساؤل لماذا نسكت عن جرائم حقيقية سجلها التاريخ وسجلتها ايامنا الحالية ..ونركز فكرنا وعيوننا على معلومات مضخمة وأرقام منفوخة ..فهل ان تركيا هي المطلوبة رأسها ام هو الحزب الحاكم فيها ام هو رئيسها....
هل علمتم مثلا ماذا تخسر فرنسا وكم تخسر عندما سجلت تركيا حضورا كبيرا في الاقتصاد التونسي....هل اطلعتم على الارقام …
عندما تعرفون ماذا خسرت فرنسا مقابل اقتحام تركيا الاسواق التونسية ستعرفون من يقف وراء الحملات المنظمة ضد تركيا ..ومن له مصلحة في بقاء فرنسا الاقوى عميل تحاري وشريك تجاري في تونس…
فرنسا خسرت اكثر من الف مليار من جراء تحسن العلاقات بين تونس وتركيا.... نعم لا يجب ان نسكت عن اي قضية انسانية وسياسية في تركيا .وعن اية جريمة قام بها النظام التركي او اقترفها اردوغان ...بشرط ان لا نسكت عن امريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا والسعودية ..وان لا نكيل بمكيالين ..وان لا نخفي جرائم عمرو ليتحملها زيد....
هل لاحظتم ايضا ان الهجومات المنظمة على تركيا وإيران انستنا جريمة امريكا في اهداء ما لا تملك الى اسرائيل ...هي القدس على طبق ذهبي لتكون عاصمة للصهاينة ..
بالتركيز الممنهج اليومي والدقيق على تركيا فان اسرائيل ستنتصب نهائيا في القدس ..ولا حراك ضدها..
الاوامر تقول بضرورة التهدئة في البلاد العربية حتى تتمكن اسرائيل من تثبيت دعائم جريمتها على القدس…المدعومة من المجنون ترامب …وإذا كان هناك رغبة في التشويش ..فلا بد من التشويش على تركيا ولا اسرائيل..او على ايران ولا السعودية او اسرائيل..